وتـحـدّث النـاس بـالّذي كـان مـن طـلاق عـبـداللّه بـن سـلام امـراءتـه قـبل ان يفرغ من طلبته ، وقبل اءن يوجب له الّذى كان من بغيتة ، ولم يشكّوا فى غدر معاوية إيّاه ، فـاسـتـحـثّ عـبـداللّه بـن سلام اءباهريرة واءبا الدرداء، وساءلهما الفراغ من اءمره ، فاءتياها. فقالا لها قد اءتيناك لما اءنت صانعة في اءمرك ، واءن تستخيرى اللّه يخر لكِ فيما تختارين ، فـاللّه يـهدي من استهداه ، ويعطي من اجتداه (218)، وهو اءقدر القادرين . قالت : الحمد للّه اءرجـو اءن يـكـون اللّه قـد خـارلي ، فـانـّه لا يـكـل الى غـيـره مـن تـوكـّل عـليـه ، وقـد اسـتبراءت اءمره ، وساءلت عنه فوجدته غير ملائم ، و لاموافق لما اءريد لنـفـسـى ، مـع اخـتـلاف مـن اسـتـشـرتـه فـيه ، فمنهم النّاهى عنه ، و منهم الا مر به ، واختلافهم اءوّل مـا كـرهـت مـن اللّه . فـعلم عبداللّه انه خدع ، فهلع ساعة واشتد عليه الهمّ. ثمّ انتبه فحمد اللّه تـعـالى واثنى عليه ، وقال متعزيا: ليس لامر اللّه رادّ، ولما لا بدّ ان يكون منه صاد، امور فـى عـلم اللّه سـبـقـت ، فـجـرت بـهـا اءسـبـابـهـا، حـتـّى امـتـلاءت