ذخیره الدارین فیما یتعلق بمصائب الحسین و اصحابه (علیهم السلام) نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
مـنـهـا اءقـرابـهـا، وانّ امـرؤ ا انـثال (219) له حلمه واجتمع له عقله ، واستذله راءيه ، ليس بدافع عن نفسه قدرا ولا كـيـدا، ولا انـحـرافـاعـنـه ولا حـيـدا (220)، ولعـلّ (221) مـا سـروا بـه واستجذلوا (222) له لا يدوم لهم سروره ، و لا يصرف عنهم محذوره .قـال : وذاع امـره فى النّاس وشاع ونقلوه الى الامصار و تحدّثوا فى الا سمار (223) وفى الليل والنّهار، وشاع فى ذلك قولهم ، وعظم لمعاوية عليه لومهم ، و قالوا: خدعه معاوية حتّى طلّق امراءته ، وانما اءرادها لابنه يزيد، فبئس من استرعاه اللّه اءمر عباده ، ومكنه فى بلاده ، واءشـركـه فـى سـلطـانـه ، يـطـلب امـرا بـخـدعـة مـن جـعـل اللّه إليـه اءمـره ، ويـحـيـره ويـصـرعـه جـراءة عـلى اللّه .فـلمـّا بـلغ مـعـاويـة ذلك مـن قـول النـّاس . قـال : لعـمـرى مـا خدعته . قال : فلمّا انقضت اقراؤ ها، وجّه معاوية اءبالدّرداء الى العـراق خـاطبا لها على ابنه يزيد، فخرج حتى قدمها، وبها يومئذ الحسين بن على (ع ) وهو سيد اهـل العـراق فـقـهـا ومـالا وجـودا وبـذلا. فـقـال ابوالدرداء اذ قدم العراق : ما ينبغى لذوى الحجى والمـعـرفة والتّقى ان يبدا به ويؤ ثره على مهمّ امره ، لمّا يلزمه حقّه ، ويجب عليه حفظه ، وهذا ابـن بـنـت رسـول الله (ص ) وسـيـد شـبـاب اهـل الجـنـة يـوم القـيـمـة ، فلست بنا ظرفى شى ء قـبـل الا لمام به والدّخول عليه ، والنّظر الى وجهه الكريم ، واداء حقّه ، والتّسليم عليه ، ثمّ استقبل بعد انشاء اللّه ما جئت له ، وبعثت اليه .فـقـصـد حـتّى اءتى الحسين (ع )، فلمّا راه الحسين (ع ) قام اليه فصافحه اجلالا له ، و معرفته لمـكـانـه مـن رسـول اللّه (ص )، ومـوضـعـه مـن الا سـلام ، ثـمـّ قال الحسين (ع ):(مـرحـبـا بـصـاحـب رسـول اللّه (ص ) و جـليـسه ، يا اءبا الدرداء، احدثت لى رؤ يتك شوقا الى رسـول للّه (ص )، و اءو قـدت مـطـلقـات اءحـزانى عليه ، فاءنّي لم ار منذ فارقته احدا كان له جليسا، واليه حبيبا، الا هملت عيناى ، واءحرقت كبدي اءسى عليه ، و صبابة اليه ).فـفـاضـت عـيـنـا اءبـي الدرداء لذكـر رسـول اللّه (ص ) و قـال : جـزى اللّه لبـانـة اقـدمـتـنـا عـليـك ، وجـمـعـتـنـا بـك خـيـرا. فقال الحسين (ع ):(واللّه إنّي لذو حرص عليك ولقد كنت بالاشتياق اليك ).فـقـال ابـوالدرداء: وجـّهني معوية خاطبا على ابنه يزيد، اءرينب بنت اسحق ، فراءيت ان لا اءبداءُ بـشـى ء قـبـل إحـداث العـهـد بـك ، والتـسـليـم عـليـك . فـشكر له الحسين ذلك ، واءثنى عليه ، وقال :(لقـد كـنـت ذكـرت نـكاحها واردت الارسال اليها، بعد انقضاء اءقرائها، فلم يمنعنى من ذلك ، إلاّ تخيير مثلك ، فقد اءتى اللّه بك ، فاخطب رحمك اللّه علىَّ و عليه ، فلتختر من اختاره اللّه لها وإنـّهـا اءمـانـة فـى عـنـقـك حـتـّى تـؤ ديـهـا اليـهـا، واءعـطـهـا مـن المـهـر مثل ما بذل لها معاوية عن ابنه يزيد).فـقـال ابـوالدرداء: اءفـعـل انـشـاء اللّه ، فـلمـا دخـل عـليـهـا قـال لهـا: اءيـتـهـا المـراءة انّ اللّه خـلق الامـور بـقـدرتـه ، و كـونـّهـا بـعـزتـه ، فجعل لكلّ امر قدرا، و لكلّ قدر سببا، فليس لاحد عن قدر اللّه مستحاص (224)، و لا عن الخـروج عـن عـلمـه مستناص ، فكان ممّا سبق لكِ و قدر عليكِ، الذى كان من فراق عبداللّه بن سلام ايّاك ، و لعلّ ذلك لا يضرّك واءن يجعل اللّه لكِ فيه خيرا كثيرا، وقد خطبك اءمير هذه الا مة ، وابن المـلك ، و ولىّ عـهـده ، والخـليـفـة مـن بـعـده ، يـزيـد بـن مـعـاويـة . وابـن بـنـت رسـول اللّه (ص )، وابـن اءوّل مـن آمـن بـه مـن اءمـتـه ، وسـيـد شـبـاب اءهـل الجـنة يوم القيمة ، وقد بلغك سناهما و فضلهما، و جئتكِ خاطبا عليهما، فاختارى اءيهما شئتِ؟ فـسـكـتـت طـويـلا، ثمّ قالت : يا ابا الدرداء لو انّ هذا الا مر جاءنى واءنت غائب عني اشخصت فيه الرّسل إليك ، واتبعت فيه راءيك ، ولم اءقطعه دونك على بعد مكانك ، وناءي دارك ، فاما اذا كنت المـرسـل فـيـه فـقـد فـوّضـت اءمـري بعد اللّه اليك ، و برئت منه اليك ، و جعلته فى يديك ، فـاخـتـر لى اءرضـا هـمـا لديـك ، واللّه شـهيد عليك ، واقض فيه قضاء ذى التحرى التّقى ، ولايـصـدنـك عـن ذلك اتـبـاع هـوى ، فـليـس امـرهـمـا عـليـك خـفـيـا و مـا انـت عـمـّآ طـوقـتـك عـمـيـا. فقال ابوالدرّداء: ايتها المراءة انّما علىّ اعلامك وعليك الاختيار لنفسك . قالت : عفا اللّه عنك ، انّما