ذخیره الدارین فیما یتعلق بمصائب الحسین و اصحابه (علیهم السلام) نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
كـمـا روي الا عـمـش وغيره عن سعيد بن سويد، وغيره إنّ معاوية بعد المنازعات والمكاتبات وغيرها الّتـي صـارت بـيـنـه وبـيـن الحـسـن (ع )، بـعـث جـمـاعـة مـنـهم عبداللّه بن عامر، (338) وعـبـدالرّحمن بن سمرة (339) إلى الحسن (ع ) للصّلح (340) وكتب إليه كـتـابـا فـي ذلك مـعـهـم واشـترط له على نفسه في إجابته إلى صلحه وشروطه جميعا، بضمان اولَّئك الجـمع من اءصحابه يثق به الحسن (ع )، وعلم باحتياله بذلك وإغتياله ، غير إنّه لم يجد بـُدّا من إجابته إلى ما إلتمس من ترك الحرب حيث أ نّه قد علم خذلان أ صحابه وفساد نيّاتهم ، وأ نـّه لم يـبـق مـعـه مـن يأ من غوائله الّاخاصّة من شيعة أ بيه وشيعته ، وانّهم جماعة لا تقوم لا جناد الشـّام فـتـوثـق الحسن (ع ) لنفسه من معاوية لتوكيد الحجّة عليه ، والا عذار فيما بينه وبينه ، عـنـد اللّه تـعـالى ، وعـنـد كـافّة المسلمين ، واشترط عليه ترك سبّ اميرالمؤ منين (ع )، وأ ن يؤ من شـيـعته ولا يتعرّض لا حد منهم بسوء، ويوصل إلى كلّ ذى حقّ حقه ، وأ ن لا يسمّى اءميرالمؤ منين ، ولا يـقـيـم عـنـده شـهـادة ، وغـيـر ذلك مـن الشـّروط. فـاءجـاب فـلمـّا اتـى مـعـاويـة الكـوفـة خـطب فقال : إنّي ما قاتلتكم لتصلّوا ولا لتصوموا ولا لتحجّوا ولا لتزكّوا إنّما لتفعلوا ذلك ، وإنّما قاتلتكم لا تاءمّر عليكم وقد أ عطاني اللّه ذلك وأ نتم له كارهون ، أ لا وإنّي قد منيّت الحسن وأ عطيته أ شياء وجميعها تحت قدمي ، لا أ في بشى ء منها له . (341) قـال الراوى فـكـان عـبـد الرّحـمـن بـن شـريـك اذا حـدث بـذلك يقول : هذا واللّه هو التهتّك . (342) ومـمّا ينادى بخيانتة ماهو شايع ، ذايع ، من أ فعاله الّتي هي خلاف هذه الشّروط، حتّى إنّه قد كان مـن الشـّروط أ ن تـكـون الحـكومة بعده للحسن (ع ) لا لغيره ، فاءراد معاوية أ ن ياءخذ البيعة من النـّاس إلى إبـنـه يـزيـد فـدسّ إلى جـعـدة بـنـت الا شـعـث إمـراءة الحـسـن (ع ) ان تـسـّمـه وارسل اليها السّم وتعهّد لها باءشياء ان سمّته .منها ان يزوّجها بيزيد، ففعلت ، وتوفي الحسن (ع ) بذلك . (343) وقـد روى جـماعة منهم ابن ابى الحديد عن المداينى في كتابه ؛ ومنه إبن عون عن عمر بن اسحق : انّ الحسن (ع ) سقى السّم أ ربع مرّات ، فقال (ع ):(لقـد سـقـيتة مرارا، فما شقّ علىّ مثل مشقّته هذه المرّة (344) لقد لفظت قطعة من كبدى ). (345) وفي كتاب الفضائل عن جنادة بن ابى اميّة قال : قال الحسن (ع ):(لقـد عـهـد إليـنـا رسـول اللّه (ص ) أ نّ هـذا الا مـر يـمـلكـه أ ثـنـاعـشر إماما، أ وّلهم علي (ع )، والبـاقـون كـلّهـم مـن ولد عـلّي وفـاطـمـة ، ومـا مـنـّا الّامـسـمـوم او مقتول ). (346) وفـي روايـة سـعـيـد بـن جـبـيـر عـن ابـن عـبـّاس ، انـّه قـال : كـان رسـول اللّه جـالسـا ذات يـوم ، اذ اءقـبـل الحـسـن (ع )، فـلمـّا راءه بـكـى . ثـمـّ قـال : (الىّ الىّ يـا بـنـىّ) فلا يزال يدنيه حتّى اءجلسه على فخذه اليمنى ، وساق الحديث ، إلى أ ن قال : فقال النّبى (ص ):(وأ مـّا الحـسـن (ع ) فانّه إبني ، وولدي ، ومنّي ، وقرة عيني ، وضياء قلبي ، وثمرة فؤ ادي ، وهو سيّد شباب أ هل الجنّة ، وحجة اللّه على الا مة ، اءمره اءمري و قوله قولي ، من تبعه فانه منّي ، ومن عـصـاه فـليـس مـنـّي ، وانـّي لمـّا نـظـرت اليـه ، تـذكـرت مـا يـجـري عـليـه مـن الذل بـعـدي فـلا يـزال الا مـر بـه حـتـّى يـقـتل بالسّم ظلما، وعدوانا، فعند ذلك تبكي الملائكة ، والسّبع الشّداد لموته ، ويبكيه كلّ شى ء). (347) اءقول : والا خبار من هذا القبيل كثيرة نقلها الفريقان جميعا، وهى باءجمعها تنادى باءنّه (ع ) كان عـارفـا بـاءهـل زمـانـه عـالمـا بـعـدم اطـاعـة اءصحابه له كما هو حقّه ، موقنا باءنّ الفساد الذى يـتـرتـّب ذلك الوقـت عـلى المـحاربة اءعظم من فساد المهادنة ، وانّ مصالحته كانت دفاعا ومهادنة قـضـاء لحـقّ مـصـلحـة الوقـت ، ولم يكن ذلك بيعة على إمامة معاوية ، ولانفويض الخلافة والامارة اليـه ، كـمـا تـوهـّمه بعض الجاهلين بحقّ اءئمة الدّين ، غافلا من انّ الخلافة والا مارة ليسا من الا مـور المـنـقـولة ، بـل الخـلافـة مـن الاُمـور المـوهوبة والخاصة له (ع ) من اللّه تعالى ، فاعترض بـاءنـّه كـيـف يـجـوز له خـلع الا مـامـة عـن نـفـسـه ، وايـجـاب فـرض الطـّاعـة لذلك الرّجل المعلوم حاله .