ذخیره الدارین فیما یتعلق بمصائب الحسین و اصحابه (علیهم السلام) نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
اليـوم هـى فـي إخـتـيـار بني هاشم ، ولايكون شريف مكة الاّ منهم ، اءخذت العداوة بين بني هـاشـم وبـنـي امـّية بالترقى والزيادة ، حتى فتح محمد(ص ) مكة ، فاءذعنت له قريش وبنوامّية بالطاعة وفي الحقيقة تصرّف في رياستي العرب الرّوحانية والجسمانية ، فعظم شاءن بني هاشم فـي العـرب ، واءطـاعـتـهم بنو امية ظاهرا، وفي الباطن كانت نار الحسد، تسعر في صدورهم ، وما زالوا يرصدون من بني هاشم ، ما يشفي اءضغانهم القديمة ، حتّى قبض اللّه محمدا (ص ).فـوجـدوا السـبـيـل ، فـجـهـدوا اولا ان لا تـجـري خـلافـة مـحـمـد (ص ) عـلى اصول ولاية العهد، وقراءوها على اصول اءكثرية الا راء ومنعت قوة مخالفة بني امّية ، اءن تكون اكـثرية الا راء مع بني هاشم ، وبهذا السّبيل نال بنو امّية ، ما طلبوا، تغلّبوا على الهاشميين ، وبـوسـيـلة تـغـيـيـر الاُمـويـيـن وضـع الخـلافـة حصل لهم المقام الرّفيع ، المنيع ، فمهدوا طريق المستقبل لا نفسهم ، وكان محلهم يرتفع في كل يوم لدي خلفاء محمد(ص )، حتى اءصبحوا في اُمور السـّلطـنة ، ركنا ركينا إلى اءن قام الخليفة الثالث من الاُمويّين ، وهو عثمان فصار لهم الرتق والفتق في كل اءمر، وكل مكان ، فاءحكموا بناء مستقبلهم ، وكانوا يظهرون شيئا من خلوص العقيدة ، وصدق النية بالنسبة إلى الاسلام ، إلاّ اءنّهم في الباطن من حيث عداوتهم القديمة ، والا وتار التـى يـطـلبونها من الها شميين ، كانوا يستنكفون من إتّباع دين موسوم باسم بني هاشم ، لكن لكـثـرة المـسـلمـيـن فـي ذلك الزمـان ، ولا ن مـقـاصـدهـم لا تـنـال الا بـإتـبـاع الديـن ، لم يـجـهـروا بـالمـخـالفـة ، بـل اءظـهـر واءلتـبـعـيـة ، حـتـّى اذا راءوا اءنـفسهم في المقامات العالية ، وشيّدت لهم مباني العزّ والجـلال ، تـمـردوا عن الا حكام الاسلامية واستهزؤ ا في المحشد العام بالدين الّذى جاءت به بنو هاشم ـ من خلال افعال يزيد اللّعين واقواله ، الّتى - ذكرها ههنا يوجب الاطناب ـ [و] لما راءى بنو هـاشـم اءنّ الا مـر قـد إنـتـهـى إلى هـذا المـحـل ، ووقـفـوا عـلى نـيـات الامـويـيـن لم يـغـفلوا عنهم ، بل اءخذوا ينقمون على الخليفة الثّالث ، اءفعاله ويظهرونها للناس باساليب عجيبة ، غريبة ، فـثـار المسلمون عليه ، وخالفوه وقتلوه واشترك في قتله رؤ ساء المسلمين ، وعلى نهج اكثرية الا راء، صـار عـليّ (ع )، خـليـفـة مـحـمـد (ص ) الرابـع ، فـاءيـقنت بنو امّية ان بني هاشم ، ستحوي السـّيـادة العـظـيـمـة الّتـي كـانـت لهـا فـي زمـان مـحـمـد (ص ) لذلك ، مـعـاويـة الّذي كـان مـن قبل الخلفاء السابقين اءميرا على الشام ، وكان رجلا مقتدرا حازما، بصيرا بالعواقب . رفع رآية الخـلاف ، مـتـشـبـثـا بـأ نّ عـلّيا هو الذى اءشار بقتل عثمان . واءلقى الخلاف بين المسلمين ، وجرّد السـيـف بـيـن العـرب عـلى المـنـوال الّذي كـان قـبل الاسلام في هذه الحروب العديدة ، وان لم تكن الغـلبـة لمـعـاويـة عـلى عـلى (ع )، فـاءنـه لم يـغـلب ايـضـا ولم يطل تمرّد الاُمويين عن رياستة الهاشميين ، حتى قتلوا علّيا (ع ) فتم الغلب لمعاوية ، وبمصالحة الحـسـن اءخ الحـسـيـن ، الا كـبـر منه سّنا، الّذي هو خليفة محمد(ص )، الخامس استقرّت الخلافة في الامـويـّيـن ، وكـلمـا اءزداد مـعـاويـة إقـتـدرا، سـعـى ودبـّر فـي إضـمـحـلال بـنـي هـاشم ، لايفتر لحظة عن محوهم الا بدي ، وكان الحسين (ع ) مع اءنّه تابع لا خيه الحسن (ع ) لايرى طاعة بني امّية ولا مخالفتهم .كـان الحـسـيـن (ع ) يـعـلن قـائلا: إنـّي سـاءقـتـل فـي طـريـق الحـق ، ولا اءعـطـي بـيـدى للبـاطـل . وكـانـت بـنـو امـّية تخافه ودام الخلاف حتى مضى الحسن (ع ) ومعاوية ، وجلس يزيد مـكـانـه عـلى اصـول ولايـة العـهد، لان اصول اءكثرية الا راء تركت بعد على (ع )، غير اءنّ ولى العـهـد يـتـعـيـن بـرضـى مـن الا كـابـر، ويـبـايـعـه رؤ سـاء القـبـائل ، راءى الحـسـيـن (ع ) ان بـنـى امـّيـة ، بـماتمّ لهم من السلطنة المطلقة ورياسة الاسلام الرّوحانية ، شارفوا اءن يزعزعوا عقايد المسلمين عن دين جده ، ومن جهة اخرى علم انّهم بما اشتملوا عـليـه مـن العداوة القديمة ، لايرعوون عن محو بنى هاشم ، اطاعهم ام لم يطعهم ، واذا استمر الا مر عـلى هـذا المـنـوال لم يـبـقـوا فـي العـالم مـن بـنـي هـاشـم اسـمـا ولا رسـمـا، فـصـمـّم عـلى ان يحمل النّاس على خلاف بنى امية .فـإنـّه لمـّا جلس يزيد بمكان معاوية ، اءوجب الحسين (ع ) على نفسه مخالفته عالما هذا، مع جدّية يـزيـد فـي اءخـذ بـيـعـتـه ، وكذا الحسين (ع ) لنجاح مقاصده العلّية وطنّ نفسه على الموت عالما، عـامـدا، اءقـدم عـلى القتل بكيفية يهيج الا سلام ، وكل صاحب وجدان اذا دقق في اءوضاع ذلك الدور،