ذخیره الدارین فیما یتعلق بمصائب الحسین و اصحابه (علیهم السلام) نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
والشفاعة فى الا خرة ، وقرب المنزلة من اللّه تعالى ، على حين خسرا عداؤ ه الدّنيا والا خرة ... .ثم راءيت وعلمت انّهم في الحقيقة يعلم بعضهم بعضا بالعلانية قائلا: إن كنتم للحسين تابعين ، ولكـم شـرف وعـنـدكـم روحـيـة طـلب السيادة ، لكم جنبة إفتخار فاءنتم إيضا لا ينبغي لكم اءن تـخـتـار واتـابـعـيـة نـوع يـزيد، وحقيق بكم اءن ترجحوا موت العز على ذلّ الحيات ، كي تنالوا الذّكر الجميل والسعادة في الاخرة ... .ولا ريـب اءنـهـم بـمـثـل هـذه التـعليمات التى يتداولونها من المهد إلى اللحد، ينالون الملكات العظيمة والسّجايا الرّفيعة .نـعـم يـدركـون كـلّ نـوع مـن السـّعـادة والشـّرف ... يـكـون كل واحد منهم العميد الحقيقي للعزّ القومي و الا فتخار النّوعي ، هذه نكت الحضارة الحقيقية ، في ايام المـلل الراقـية ... هذه تعليمات معرفة الحقوق ... هذا معنى تعليماتنا الدبلوماسية ، نحن معاشر وربـيـيـي ، بـمـجـرد اءن نـرى وضـع الحـركـات القومية الظاهرة في القواعد المذهبية منافية ، لا صولنا، ننسبها إلى الجنون والتوحش .ونغفل عما إذا تبعنا مقصودهم راءيناها عقلائية سياسية ... وكـمـا انّ نـتـائج قـولنـا فـي هـذه الفـرقـة اءي الشـيـعـة ظـهـرت باءحسن وجه كذلك ينبغى اءن نـتـاءمـّل فـي حـقـيـقـة حـال سـائر الفـرق والمـلل ... والاّ فـاءهـل آسـيا لا يرتضون كثيرا مِنْ عاداتنا، ويرون بعض اءفعالنا منافيا لا دابهم ، ولا يرونها مهذّبة بل يحسبونها وحشية ، كرقص النساء مع الرجال .إنّ المـسـلمـيـن مـضـافـا إلى مـا ذكـرنـاه مـن المـنـافـع السـيـاسـية المؤ ثرة ، طبعا يرون في هذا العـمـل : تـعـزيـة الحـسـيـن (ع ) نـيـل اءرفـع الدرجـات الاُخـرويـة ... كـل مـطـلّع فـي التـاريـخ واقـف عـلى طـبـاع الا سـيـويـيـن بـصـدق قـولى ، اءن إصـلاح الاءخلاق والتـعـليـمـات السـّياسية ، في آسيا لا يمكن اليوم إلى مضى قرنين ، الا بوسيلة المذهب وبسبب المـذهب ، تجتنى في آسيا ثمار حب القوم والوطن مثل القرون السابقه في اروپا... اليوم لا يمكن اسـتـخـدام انـقـيـاد آسـيـا كـاءروبـا بـاسـم الخـدمات النوعية والوطنية ، نعم بذريعة المذهب يمكن تحصيل خدمات تعود ثمرتها إلى القوم والوطن ...إنّ نـفـوس المـسـلمـيـن اليـوم ثـلثـمـائة مـليـون ، وليـس المـستقل منها الّاخمسة ملايين ، فاذا نبذ المسلمون مذهبهم وراَّء ظهورهم ، وراَّموا الترقيات السياسية بـاسم القومية ، نقصوا من حيث يطلبون الزيادة والنفع ... لا نّ خمس حصص من المسلمين مضطهدون فـي المـلل الاُخرى ومضمحلّون في ساير الشعوب ومتى طلبوا الترقي باسم القومية حرم هؤ لاء مـن الحـيـاة السـيـاسـيـة ، لكن إذا طلبوا الترقى باسم الجامعة الاسلامية ظهرت روح الحياة في جـمـيع آحاد المسلمين وبواسطة الروابط الروحانية تنجوا سائر الطبقات الاسلامية الّتي تقاس لا يـجـدا اءحـداء مـادة روحـانـيـة رائجـةً فـي المـسـلمـيـن مـثـل تـعـازى الحـسـيـن (ع )... والعـمـدة مـن الا ستقلال الباقي إلى اليوم في المسلمين بواسطة اتبّاع هذه النكات ...وبسبب هذه الروابط سنرى يوما تقوي فيه الدول الاسلام ، وبهذه الوسيلة ستجتمع بالا تحاد تحت لواء واحد، بعلّة اءنّه لا يـرى فـي جـمـيـع الفـرق الاسـلامـيـة مـن يـنـكـر ذكـر مـصـائب الحـسـيـن (ع )، او يـتـنـفـر مـنـهـا، بـل العـمـوم لهـم نـوع رغبة طبيعية في اءداء هذا الشعار المذهبي ، ولا توجد في المسلمين المختلفى العقايد مساءلة وفاقية غير هذه ... .إنّ الحـسـيـن اءشـبـه الروحـانـيـيـن بـحـضـرة المـسـيـح ، لكـن مـصـائبـه اءشـدّ واءعـظـم ...واءوائل تـقـدم شـيـعـة الحـسـيـن ايـضـا، شـبـيـهـة بـالمـسـيـحـيـيـن فـي القـرون الاوائل ، ولو ان المـسـيـحـيـيـن جـروا على مبادى اصول الشيعة ، اءو ان المسلمين لم يقفوا في طريق الشـيـعـة ، لاسـتـولى اءحـد هـذين المذهبين على العالم قرونا عديدة ، كما نراهم اليوم حين ارتفعت المـوانـع عـنـهـم جـروا كـالسـيـول ، واخـذوا يـحـيـطـون بـسـائر الملل وساير طبقات المسلمين . انتهى كلام المسيو ماريين المسيحى في هذا المقام .واءعلم ان في هذا المقام تحقيقات كثيرة ، وفوائد غزة ، طوينا عن بيانها صريحا لكفاية ما ذكرناه لطالب الا ستبصار، مع إمكان إستفادتها مما ذكرنا لصاحب النظر والاعتبار فافهم .