فكل ما تعده من الموت والأمراض والأوجاع والفقر والبلايا والمحن وفقدان الأحبة إنما هو قطع للنعمة المحدودة بحسب الحكمة. لا شر ولا إيذاء ولا اضطهاد للاستحقاق ولا استلاب للشئ المستحق. لكن الانسان الأثيم أليف الطمع والحرص والشره وكفران النعمة بجهله ولؤمه وكبريائه يعد قطع النعمة شرا.يكفر بالنعم السابقة ويسخط على المنعم ويتجرأ عليه إذا قطعها لحكمة. وإن الكثير من نوع الانسان لا تراه يعترف بما ذكرناه من الحقيقة الواضحة إلا إذا أنعم على إنسان تفضلا وابتداء من دون استحقاق ثم قطع نعمته فصار ذلك الانسان يشكوه وينسب له الاساءة والإيذاء بقطع النعمة ويعد ذلك عليه شرا مذموما. فترى المنعم حينئذ تتجلى له حقيقة ما قلناه ويوبخ هذا الشاكي على لؤم الحرص وكفران النعمة ونقص الجهل ورذالة الطمع وخسة الأخلاق.