أوهام التعليل بالبيئة أو المحيط - رحلة المدرسیّة والمدرسة السیّارة فی نهج الهدی نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

رحلة المدرسیّة والمدرسة السیّارة فی نهج الهدی - نسخه متنی

محمدجواد بلاغی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

أوهام التعليل بالبيئة أو المحيط

أوهام التعليل بالبيئة أو المحيط

أنظر إلى المدن الصالحة نوعا والقرى الصالحة نوعا والأحياء الصالحة نوعا والبيوت الصالحة نوعا فكم ترى فيها من المختارين للفساد وكم ترى تفاوتهم في درجاته إلى أن يبلغ بعضهم أقبح الانغماس بالفساد ثم أنظر إلى المدن والقرى والأحياء والبيوت التي يغلب فيها الفساد فكم ترى فيها من المختارين للصلاح وكم ترى تفاوتهم في درجاته إلى أن يبلغ بعضهم درجات الكمال العالية، وأنعم نظرك في الشعوب، ومن تجمعهم إلفة المصانع والحرف ونحو ذلك فكم ترى فيهم من الاختلاف والصلاح والفساد.

من تجتمع فيه التعليلات الموهومة

من تجتمع فيه التعليلات الموهومة

وانظر إلى كل صنف متساو بالمزاج والسحنة والمحيط والبيئة مما تتساوى فيه أفراده تمام المساواة ثم انظر كيف تختلف أفراده في الأعمال الصالحة والردية بدرجات مختلفة يصل اختلافها إلى البعد الشاسع. كم وكم ترى الشخص الواحد يمضي له زمان وهو على مزاج واحد وسحنة واحدة ومحيط واحد وحال واحد وبيئة واحدة ويكون في شطر من ذلك الزمان ذا أعمال صالحة وفي شطر منه ذا أعمال ردية يتغير من شأن إلى ضده. وكم تراهم يتفاوتون في هذا التغير بدرجات مختلفة. ترى من ذوي القامات الطويلة والأجسام السمينة الضخمة والأمزجة الليمفاوية (البلغمية) والسحنة التي ينسبون إليها الصلاح وممن لا يقدر لذاته رفعة شرف ولا كرامة محل. تراه إذا مست شخصيته أدنى معاملة من الحق يتقحم الجرائم القبيحة في الانتصار لباطله ويتهور في الانتقام ويتجاوز الحدود. وكم ترى من دموي عصباني شاب مقتدر رفيع الشرف عزيز المقام يعتدي عليه ظلما من هو دونه وهو قادر على الانتقام يأمن من يكثر الموانع ولكنه يصفح عن الانتصار لشخصيته وخصوصية مظلوميته ويتمسك بفضيلة العفو وشرف الهدو وكرامة الصلاح وكثير من هؤلاء من تبعثه عاطفة الاصلاح إلى استصلاح ظالمه بالموعظة والارشاد بلين الكلام وأمارات النصح والحنان إن ظن فيه خيرا وتأثرا بالموعظة. وكم وكم بين كل فريق وقرينه ممن ذكرنا وبين الأشخاص بحسب أزمانهم من درجات متفاوتة لا تراها ترتبط بمزاج ولا سحنة ولا حاجة ولا بيئة ولا محيط ولا حال ولا مقدار من الغضب ولا مقدار من الشهوة، لا تقدر أن تربط تعليلها بشئ من ذلك وستسمع لذلك بعون الله بقية إيضاح. ليس ما ذكرناه وفصلنا الإشارة إليه محجوبا بالستار، ولا مما يحتاج إلى رصد فلكي، أو تجول رحالة، كله مكشوف للعيان تجد مصاديقه بكثرة حتى في أهل المدينة والقرية. لماذا يكون ذلك؟ وكيف يكون ذلك؟ وكيف يكون معلولا للجسديات، إذن فلماذا يتخلف التعليل هذا التخلف الذي لا يحد، كيف تتخلف المعلولات عن عللها الطبيعية.

رمزي: بقيت كلمة أقولها كما قالوها أقولها تمحيصا للحقيقة: خذ رجلا زانيا من عاشقي سادوم وعمورة (أي مدينتي قوم لوط) ثم اخصه أو اسقه دواء يميت شهوته ثم أطلقه فإن عاد إلى فسقه وفجوره كان دليلا على أن الميل الزنائي هو هوى من أهواء النفس أما إذا رأيناه يكون أعف من يوسف أفلا يكون ذلك برهانا على أن المزاج الجسدي هو الحاكم على أعمال الانسان.

/ 482