في المعاد الجسماني - رحلة المدرسیّة والمدرسة السیّارة فی نهج الهدی نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

رحلة المدرسیّة والمدرسة السیّارة فی نهج الهدی - نسخه متنی

محمدجواد بلاغی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

في المعاد الجسماني

في المعاد الجسماني

الشيخ: هناك حقيقة أخرى يقابلها الماديون ومن مشى وراءهم بالجحود وخيالات الامتناع. ألا وهي المعاد الجسماني وإحياء الأجسام بأنفسها للجزاء في يوم المعاد وقد أخبر القرآن الكريم وبشر وأنذر به وكافح الأوهام في خيالات امتناعه واحتج على إمكانه بالحجة الكافية التي تستلفت العقول إلى مبدأ الانسان ومبدعه في وجوده العجيب فيهون عليها التصديق بوقوع المعاد بالتدرج في النظر في حكمة الخالق ورحمته وقدرته ففي سورة يس المكية الآية 77 (أو لم ير الانسان أنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبين) 78 (وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم) 79 (قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم) وفي سورة المؤمنون المكية الآيتان، 115 و 116: (أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون * فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم). أول شئ له اسم وعنوان يعرفه نوع الانسان مبدأ لنشء أفراده وتصويرها هو النطفة التي يتعاقب عليها التصوير في الرحم حتى تكون إنسانا مولودا وناشئا ورشيدا. والنطفة هو المقدار من السائل سواء كان مراد القرآن منها هو مني الذكر كما هو المعهود أم سائل بيضة الأنثى أو سائل حويصلتها الجرثومية على الرأي الجديد.

أفلم ير الانسان كيف بلغ به الخلق والتصوير من هذه النطفة إلى حالته التي يشعر فيها بما في هيكله من عجائب التراكيب التي تهتف بخالقها القادر وقصده لغاياتها الشريفة. يكفي في ذلك التراكيب الظاهرة لكل أحد وغاياتها الكبيرة المعلومة. فضلا عما أشرنا إلى بعضه في الجزء الثاني في صحيفة 335 إلى 342 بل إلى 358 من العجائب التي تبهر العقول في بدايع القدرة وبواهر الحكم والغايات. كيف لا تكفي الانسان رؤيته لذلك في إذعانه بأن الذي بلغ به في التصوير والخلق من النطفة إلى حال شعوره ورشده وهو خالق قادر حكيم عالم بالغايات. ترى الانسان تضطره الفطرة في أمر طفيف بالنسبة إلى ما ذكرناه وهو صنع الآلات الصوانية فيذعن بلا شك بأنها صنعت بصنع قادر عالم بغاياتها صنعها لأجل غاياتها فانظر في الجزء الثاني في صحيفة 283 و 285 و 330 في مثال المدينة و 128 في مثال الغار الصخري فكيف يعرقل شعوره ويكابر وجدانه فيتجاهل ويجحد قدرة خالقه وعلمه وحكمته ويكون من أجل ذلك خصما يبين خصومته في أمر المعاد ويتمثل بالعظام التي تبلي وتصير رميما بجهالته. هذا المثل السخيف لجحود المعاد ويقول: إن العظام التي صارت رميما كيف تحيا ومن هو الذي يقدر على جمع أجزائها التي تشتتت وعلى إحيائها ومن هو الذي يحييها. قل يجمعها وينشئها على صورتها الأولى ويحبوها بالحياة ذلك الخالق القادر العليم الذي أنشأها أول مرة وقدر أوضاعها وأشكالها ومقاديرها وصلابتها ولينها ومفاصلها على مقتضى الحكمة وحاجة الغاية ووصلها بالأربطة وأكمل نظامها بآلات البدن العجيبة فأجرى فيها أعمال الحياة وحفظ الكيان.

أيها الجاحد للمعاد هذا الخالق العليم الذي ينشئ العظام في الأدوار المتعددة والمواليد المتعاقبة بكثرة لا تقدر أن تحصيها وقدر نشؤ متماثلاتها على ناموس واحد وتماثل باهر ليست هي وحدها بل جميع مواليد العالم في أدوارها. هذا الخالق الذي تعرفك أنواع مخلوقاته التي لا تحصى وأطوارها بأدوارها وتشهد بأنه لا يعييه خلق ولا يغيب عن علمه خلق وأنه بكل خلق عليم وبكل مخلوق عليم. فهل يغيب عن علمه جمع رميم العظام وخلقها على صورتها الأولى وإحيائها؟ ماذا يكبر إحياء العظام الرميمة على إنشاء العظام من النطفة وإحيائها في دور من أدوار النشأة الأولى. وفي سورة الاسراء المكية 48 (انظر كيف ضربوا لك الأمثال) في جحود المعاد (فضلوا) في غيهم وأصروا على خيالات الأهواء وانهمكوا في أوهامهم فلا يعتبرون بمبدأهم ولا يفكرون في خلقهم ونشئهم وأبعدوا أفكارهم عن جادة الرشد والسير في نهج الاعتبار ودلالة الهدى إذن (فلا يستطيعون سبيلا) إلى معرفة الحق ما داموا معطين قياد أفكارهم بيد الأهواء والاصرار عليها حتى استدبرت بهم الطريق وورطتهم في خبط العشواء 49 (وقالوا) في غوايتهم في ضرب الأمثال لجحود المعاد وحسبوا أنهم جاءوا بالحجة والقول الفصل والبرهان الكبير. مع أن جهد ما خيلت لهم أوهامهم هو أن يقولوا (أإذا) تقطعت أوصالنا و (كنا عظاما) مجردة (ورفاتا) عظاما متحطمة بالية بعد ذلك (أإنا لمبعوثون خلقا جديدا) في الصورة من تلك المواد البالية 50 و 51 (قل) لا تقتصروا في المثل على العظام والرفات بل لتتقلب بعد ذلك بأجزائكم الصور وتلعب بها عوامل التغيير المقدر في نظام العالم لتبعد أوصالكم عن صورة الانسان كيفما أبعدتها عوامل التغيير وجهد ما تتصورون من البعد (وكونوا حجارة) من أي أنواع الحجارة (أو حديدا * أو خلقا مما يكبر في صدوركم) في مقام الترقي في ضرب المثل وبعده عن صورة أجزاء الانسان. فإنكم تبعثون بحسب الصورة خلقا جديدا ترد به أجزاءكم إلى صورتها الانسانية وتتعلق أرواحكم بها (فسيقولون من يعيدنا قل) يعيدكم القادر على ذلك مهما تغافلتم في مقام الجحود لا أبعد لكم الإشارة إليه هو ذاك (الذي فطركم أول مرة) وبلغ بخلقه لكم إلى ما ترونه من أحوال نوعيتكم وخصائص شخصياتكم فانظروا أقلا إلى فطرتكم الانسانية من بعد ما كنتم نطفة وإلى وجودكم الانساني بعد أن لم تكونوا كذلك. وإن خادعتكم أوهام الأهواء ونظرتكم إلى ما قبل ذلك فمهما تجاهلتم وافترضت أوهامكم القدم لأولكم في المادة فإنكم لا بد لكم من أن تذعنوا بأن مادتكم التي تقلبت بها تغيرات الصور وتصرف بتغييرها عامل التكوين لا بد من أن تكون محدثة مفطورة. هذه المادة الخاضعة للتغيرات الصور وعوامل التصرف والمقترنة بفقر الامكان لا تكون واجبة الوجود.

/ 482