بعض وجوه الحكمة في كون المعاد جسمانيا - رحلة المدرسیّة والمدرسة السیّارة فی نهج الهدی نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

رحلة المدرسیّة والمدرسة السیّارة فی نهج الهدی - نسخه متنی

محمدجواد بلاغی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

بعض وجوه الحكمة في كون المعاد جسمانيا

بعض وجوه الحكمة في كون المعاد جسمانيا

مهما خفي من شئ فلا يخفي شدة ارتباط النفس بالجسم حال الحياة واتحادهما في الائتلاف والأنانية يقول الانسان: (أنا) مشيرا إلى هيكله الحي بروحه وجسمه بإشارة وحدانية بلا نظر إلى مائز في جهته الجسمانية أو الروحانية. ولشدة هذا الارتباط والاتحاد ترى الانسان إذا أراد التعبير عن أحد هذين الأليفين المتحدين يعبر عن أنانيته بالآخر فتارة يقول جسمي وتارة يقول نفسي. يجد أن ملاذه الروحانية ينتعش بها الجسم والروح وكذا الملاذ الجسمانية ويرى الآلام الجسمانية يتأثر بها الجسم والروح وكذا الآلام الروحانية. يعلم نوع الانسان أن جسمه سوف تفارقه الحياة وتنفصل عنه الروح فيعود جمادا يتلاعب به البلى. وإنك ترى نوع الانسان بحسب طبعه الأولي ومنهم من لا يذعن بخلود النفس كيف يحاذر في حياته على حال جسمه فيما بعد الموت مهما أمكنه ويغار عليه مما يمس كرامته ولا يهون عليه أن يكون معرضا للاستهانة والاهانة والاستهزاء وتناهب الوحوش له ولا يستسلم إلا لما استسلم إليه نوع الانسان كرها بل يود تحسين قبره وقربه من أهله وهذا هو الذي دفع المصريين وكثيرا من القدماء وبعض من هو بعدهم إلى تعاطي التحنيط وإيداع الجثث في المحافظ المتينة والمواقع التي تدافع يسيرا إسراع البلى. ولئن سمعت ببعض من يوصي بحرق جثته أو يرضى به فإنما ذلك من مباد خيلت له أن في ذلك حفظا لكرامتها ودفاعا عن ابتلائها بالمحاذير الكبيرة كمن يرضى بالعملية الجراحية دفعا لما هو أعظم منها من المحاذير المهددة لحياته. إذا فالحري والأحرى في غاية معاد الانسان وآثاره أن ترتبط بما تقوم به أنانية الانسان.

تلك الأنانية التي تكون آثار المعاد عاقبة لأعمالها. وأيضا فإن الغاية الكريمة من المعاد تلك الغاية التي تقوم بخلق الانسان مختارا في أعماله لينال الغاية الحميدة في المعاد بابتهاج الأهلية وكرامة الاستحقاق والكمال والطهارة العملية الاختيارية هذه الغاية اقتضت أن يعان نوع الانسان على تحصيلها بترغيب البشرى وزاجر التهديد على أكمل الوجوه التي لا تسلب الاختيار وهل يخفى أن أكمل الترغيب والزجر وأقربه إلى حصولي الغاية هو البشرى والتهديد بما يراه نوع الانسان راجعا إلى ما تقوم به أنانيته التي يعرفها ويرغب في كرامتها ويكره مهانتها وإنك ترى نوع الانسان يرى أنانيته التي يحافظ عليها وعلى كرامتها تقوم بهيكله الحي الذي يفرض تحليله بالتفهم العميق إلى جسم ونفس. فالأحرى بالحكمة واللطف وكمال الصدق أن يرجع صدق الترغيب والزجر ومصداقهما إلى ما تقوم به الأنانية التي يعرفها نوع الانسان.

وأيضا فإن كمال الكرامة (كمال الابتهاج بها إنما يحصلان باجتماع الكرامة المادية الجسمانية والكرامة الروحية ولا ريب أن الاحرى بالرحمة والغاية لخلق الانسان أن تجتمع له سعادة الكرامتين وابتهاجه بهما. رمزي: إذ قد وصل الكلام إلى ههنا وأن معاد الانسان يكون بهيكله المادي الحي الحاصل من اتحاد الروح بالجسم فبالضرورة تكون احتياجاتنا في المعاد مادية أكل وشرب نحفظ به كياننا وقرار مادي تستقر عليه أجسامنا. وقد قال بعض (1) إنا نضطر إلى أن نحكم بل نجزم بأن جزاء الآخرة لا يمكن أن يكون ماديا وأن الانسان لا يمكن أن يلج باب

1 ـ في كتاب ماهية النفس صحيفة 48. (*)

/ 482