قد استفاضت هذه الاخبار باستحباب السترةللمصلي و الظاهر ان الغرض منها منع المرورمن بين يدي المصلي لئلا يشغل فكره عنإقباله على صلاته فكأنها بمنزلة تحجيرالمكان عن غيره، و لهذا انه يجوز دفع الماركما يأتي ان شاء الله تعالى و لو استلزمأذاه اما إذا لم يضع السترة و لم يحجرالموضع بذلك فليس له ذلك، و ظاهر الاخبارالدالة على قول الأئمة (عليهم السلام) «انالذي أصلي له أقرب من الذي يمر قدامي» ونحوه مما اشتملت عليه تلك الاخبار هو عدمالسترة يومئذ، و فيه إيماء الى ان الغرض منالسترة- و هو عدم توزع الفكر بمرور المار-انما هو بالنسبة الى من لم يكن فكره في حالالصلاة مستغرقا مع الله سبحانه، و اما منكان فكره مستغرقا معه سبحانه و ليس في قلبهشيء سواه في تلك الحال و لا يشغله عنهشاغل- حتى انه روى «ان السهام التي ثبتت فيبدن أمير المؤمنين