حدائق الناضرة فی أحکام العترة الطاهرة جلد 7
لطفا منتظر باشید ...
من القطن أو الإبريسم أو غيرهما و نقل عنالعلامة في التذكرة انه اعتبر فيه كونهمأخوذا من غير الإبريسم لأنه ليس بأرض و لامن نبتها، و يظهر من الشهيد في كتبهالثلاثة التوقف و الاستشكال في السجود علىالقرطاس بقول مطلق حيث قال في كتاب البيان:و يجوز على القرطاس المتخذ من النبات ويشكل بأجزاء النورة. و قال في الدروس: و لابأس بالقرطاس و يكره المكتوبات للقارئالمبصر و لو اتخذ القرطاس من القطن أوالكتان أو الحرير لم يجز. و قال في كتابالذكرى بعد ذكر روايتي داود ابن فرقد وصفوان: و في النفس من القرطاس شيء من حيثاشتماله على النورة المستحيلة إلا ان نقولالغالب جوهر القرطاس أو نقول جمود النورةيرد إليها اسم الأرض، الى ان قال: فرع- الأكثر اتخاذ القرطاس من القنب فلواتخذ من الإبريسم فالظاهر المنع إلا انيقال ما اشتمل عليه من أخلاط النورة مجوزله. و فيه بعد لاستحالتها عن اسم الأرض و لواتخذ من القطن و الكتان أمكن بناؤه علىجواز السجود عليهما و قد سلف. أقول: الظاهر ان ما تكلفه هذان الفاضلانفي المقام- بارتكاب تخصيص اخبار القرطاسبالمتخذ مما يجوز السجود عليه كما يعطيهقوله في التذكرة في تعليل المنع من السجودعلى المتخذ من الإبريسم بأنه ليس بأرض. وقوله في الذكرى في المتخذ من القطن والكتان ببناء ذلك على جواز السجود عليهما-منشأه الجمع بين اخبار المنع من السجودعلى غير الأرض و ما أنبتت ما لم يكن مأكولاو لا ملبوسا و بين اخبار القرطاس بإرجاعاخبار القرطاس الى تلك الاخبار و تقييدهابها، و هو مما لا يسمن و لا يغني من جوع وذلك فإنه لا ريب ان القرطاس قد خرج عن تلكالأشياء المتخذ منها كائنة ما كانت إلىحقيقة أخرى فلا يفيد كونه متخذا مما يصحالسجود عليه فائدة، ألا ترى انه قد امتنعالسجود على المعادن و ان كان أصلها الأرضباعتبار الحيلولة و الانتقال من الأرضيةإلى حقيقة أخرى و القرطاس لا يصدق عليه انهأرض و لا ما أنبتت، و كونه كان قبلالاستحالة الى هذه الحقيقة مما يسجد عليهلا يجدى نفعا و إلا لجاز السجود