هذه دارهم و أنت محب ما بقاء الدموع في الآماق قال المصنف رحمه الله ( و يبتدئ بطواف القدوم لما روت عائشة رضي الله عنها ( أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أول شيء بدأ به حين قدم مكة انه توضأ ثم طاف بالبيت ) فان خاف فوت مكتوبة أو سنة مؤكدة أتى بها قبل الطواف لانها تفوت و الطواف لا يفوت و هذا الطواف سنة لانه تحية فلم يجب كتحية المسجد ) ( الشرح ) حديث عائشة رواه البخاري و مسلم قال أصحابنا يستحب للمحرم أول دخوله مكة أن لا يعرج على استئجار منزل و حط قماش و تغيير ثيابه و لا شيء آخر الطواف بل يقف بعض الرفقة عند متاعهم و رواحلهم حتى يطوفوا ثم يرجعوا إلى رواحلهم و متاعهم و استئجار المنزل قال أصحابنا فإذا فرغ من الدعاء عند رأس الردم قصد المسجد فدخله من باب بني شيبة كما ذكر فاول شيء يفعله طواف القدوم و استثنى الشافعي و الاصحاب من هذا المرأة الجميلة و الشريفة التي لا تبرز للرجال قالوا فيستحب لها تأخير الطواف و دخول المسجد إلى الليل لانه أستر لها و أسلم لها و لغيرها من الفتنة و الله أعلم قال الشافعي و الاصحاب فإذا دخل المسجد لا يشتغل بصلاة تحية المسجد و لا غيرها بل يبدأ بالطواف للحديث المذكور فيقصد الحجر الاسود و يبدأ بطواف القدوم و هو تحية المسجد الحرام قال اصحابنا و الابتداء بالطواف مستحب لكل داخل سواء كان محرما أو غيره إلا إذا خاف فوت الصلاة المكتوبة أو سنة راتبة أو مؤكدة أو فوت الجماعة في المكتوبة و إن كان وقتها واسعا أو كان عليه فائتة مكتوبة فانه يقدم كل هذا على الطواف ثم يطوف و لو دخل و قد منع الناس من الطواف صلى تحية المسجد و اعلم ان العمرة ليس فيها طواف قدوم و انما فيها طواف واحد يقال له طواف الفرض و طواف الركن ( و أما ) الحج ففيه ثلاثة أطوفة - طواف القدوم - و طواف الافاضة - و طواف الوداع - و يشرع له و للعمرة طواف رابع و هو المتطوع