فرع أما المرأة ففيها وجهان الصحيح المشهور أنها لا تسعي في موضع السعي
و طوافه و إذا كثرت الزحمة فينبغي أن يتحفظ من أيدي الناس و ترك هيئة من هيأت السعي أهون من أيذاء مسلم و من تعريض نفسه للاذي و إذا عجز عن السعي في موضعه للزحمة تشبه في حركته بالساعي كما قلنا في الرمل قال الشافعي في الام و الاصحاب يستحب للمراة أن تسعى في الليل لانه أستر و أسلم لها و لغيرها من الفتنة فان طافت نهارا جاز و تسدل على وجهها ما يستره من مماسته البشرة ( الرابعة ) الافضل أن لا يركب في سعيه الا لعذر كما سبق في الطواف لانه أشبه بالتواضع لكنه سبق هناك خلاف في تسمية ان الطواف راكبا مكروه و اتفقوا على أن السعي راكبا ليس بمكروه لكنه خلاف الافضل لان سبب الكراهة هناك عند من أثبتها خوف تنجس المسجد بالدابة و صيانته امتهانه بها هذا المعني منتصف في السعي و هذا معنى قول صاحب الحاوى الركوب في السعي أخف من الركوب في الطواف و لو سعى به غيره محمولا جاز لكن الاولي سعيه بنفسه إن لم يكن صبيا صغيرا أو له عذر كمرض و نحوه ( الخامسة ) أن يكون الخروج إلى السعي من باب الصفا ( السادسة ) أن يرقى على الصفا و على المروة قدر قامة في كل واحد منهما ( السابعة ) الذكر و الدعاء على الصفا و المروة كما سبق بيانه و يستحب أن يقول في مروره بينهما رب اغفر و ارحم و تجاوز عما تعلم و أنت الاعز الاكرم أللهم آتنا في الدنيا حسنة و فى الآخرة حسنة و قنا عذاب النار و أن يقرأ القرآن و سبق بيان أدلة كل هذا ( الثامنة ) يستحب أن يكون سعيه في موضع السعي الذي سبق بيانه سعيا شديدا فوق الرمل و السعي مستحب في كل مرة من السبع بخلاف الرمل فانه مختص بالثلاث الاول كما أن السعي الشديد في موضعه سنة فكذلك المشي على عادته في باقى المسافة سنة و لو سعي في جميع المسافة أو مشي فيها صح وفاته الفضيلة و الله أعلم ( فرع ) أما المرأة ففيها وجهان ( الصحيح ) المشهور به قطع الجمهور انها لا تسعي في موضع السعي بل تمشى جميع المسافة سواء كانت نهارا او ليلا في الخلوة لانها عورة و أمرها مبني علي الستر و لهذا لا ترمل في الطواف ( و الثاني ) انها لا سعت في الليل حال خلو المسعى استحب لها السعي في موضع السعي كالرجل و الله أعلم