الدليل على ندب الدعاء عند رؤية البيت الخ
فرع في استحباب دخول مكة بخشوع وخضوع ودعاء وتضرع إلى غير ذلك
فرع ينبغي أن يتحفظ في دخوله من إيذاء الناس
فرع في مذاهب العلماء في دخول مكة ليلا أو نهارا
فرع قال أصحابنا له دخول مكة ليلا أو نهارا أو كراهة في ذلك
فرع في دخول مكة راكبا أو ماشيا وأيهما أفضل
( فرع ) قال أصحابنا له دخول مكة راكبا و ماشيا و أيهما أفضل فيه وجهان و حكاهما الرافعي ( أصحهما ) ماشيا أفضل و به قطع الماوردي لانه أشبه بالتواضع و الادب و ليس فيه مشقة و لا فوات مهم بخلاف الركوب في الطريق فانه افضل على المذهب كما سبق بيانه في الباب الاول من كتاب الحج لما ذكرناه هناك و لان الراكب في الدخول متعرض لان يؤذي الناس بدابته في الزحمة و الله أعلم و إذا دخل ماشيا فالأَفضل كونه حافيالو لم يلحقه مشقة و لا خاف نجاسة رجله و الله أعلم ( فرع ) قال أصحابنا له دخول مكة ليلا و نهار اولا كراهة في واحد منهما فقد ثبتت الاحاديث فيها كما سأذكره قريبا ان شاء الله تعالى و في الفضيلة وجهان ( اصحهما ) دخولها نهارا أفضل حكاه ابن الصباغ و غيره عن ابي اسحق المروزي و رجحه البغوي و صاحب العدة و غيرهما و قال القاضي أبو الطيب و الماوردي و ابن الصباغ و العبدري هما سواء في الفضيلة لا ترجيح لاحدهما على الآخر و احتج هؤلاء بانه قد صح الامران من فعل النبي صلى الله عليه و سلم و لم يرد عنه صلى الله عليه و سلم ترجيح لاحدهما و لا نهي فكانا سواء و احتج من رجح النهار بانه الذي اختاره النبي صلى الله عليه و سلم في حجته و حجة الوداع و قال في آخرها ( لتأخذوا عني مناسككم ) فهذا ترجيح ظاهر للنهار و لانه أعون للداخل و ارفق به و أقرب إلى مراعاته للوضائف المشروعة له على أكمل وجوهها و أسلم له من التأذي و الايذاء و الله أعلم ( و اما ) الحديثان الوارد ان في المسألة ( فأحدهما ) حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال ( بات النبي صلى الله عليه و سلم بذي طوى حتى اصبح ثم دخل مكة و كان ابن عمر يفعله ) رواه البخاري و مسلم و في رواية لمسلم عن نافع ( ان ابن عمر كان لا يقدم مكة الا بات بذي طوى حتى يصبح و يغتسل ثم يدخل مكة نهارا و يذكر عن النبي صلى الله عليه و سلم انه فعله ) و في رواية لمسلم ايضا عن ابن عمر ان رسول الله صلى الله عليه و سلم ( كان ينزل بذي طوى و يبيت فيه حتى يصلي الصبح حين يقدم مكه ) ( و اما ) الحديث الآخر فعن محرش الكعبي الصحابي رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه و سلم ( خرج من الجعرانة ليلا معتمرا فدخل ليلا فقضى عمرته ثم خرج من ليلته فأصبح بالجعرانة كبائت ) رواه أبو داود و الترمذي و النسائي و اسناده جيد قال الترمذي هو حديث حسن قال