- بفتح الغين المعجمة و الفاء - قال ( رأيت عمر قبل الحجر و التزمه و قال رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم بك حفيا ) و إنما قال عمر رضي الله عنه أنك حجر وانك لا تضر و لا تنفع ليسمع الناس هذا الكلام و يشيع بينهم و قد كان عهد كثير منهم قريبا بعبادة الاحجار و تعظيمها و اعتقاد ضرها و نفعها فخاف أن يغتر بعضهم بذلك فقال ما قال و الله أعلم ( و أما ) حديث سعد بن طارق عن ابيه فغريب فيغني في الدلالة لما ذكره المصنف حديث ابن عباس الذي سبق الآن من رواية البخاري ( و أما ) حديث جابر ان رسول الله صلى الله عليه و سلم ( لما قدم مكة اتى الحجر فاستلمه ثم مشى على يمينه فرمل ثلاثا و مشى اربعا ) فرواه مسلم بهذا اللفظ ( و أما ) حديث ( خذوا عني مناسككم ) فرواه مسلم من رواية جابر و سبق بيانه قريبا في مسألة الطواف سبعا و الله أعلم ( و أما ) الاثر المذكور عن علي رضي الله عنه فرواه البيهقي باسناد ضعيف من رواية الحارث الاعور و كان كذابا ( و أما ) استحباب بإسم الله و الله اكبر فاستدل له البيهقي بما رواه الامام أحمد و البيهقي بالاسناد الصحيح عن نافع قال ( كان ابن عمر يدخل مكة ضحى فيأتي البيت فيستلم الحجر و يقول بإسم الله و الله أكبر ) و الله أعلم ( و أما ) ألفاظ الفصل ففيه الاستلام - بكسر التاء - قال الهروي قال الازهري هو افتعال من السلام و هو التحية كما يقال اقترأت السلام قال و لذلك يسمي أهل اليمن الركن الاسود المحيا معناه ان الناس يحيونه قال الهروي و قال ابن قتيبة هو افتعال من السلام - بكسر السين - و هي الحجارة واحدتها سلمة - بكسر اللام - تقول استلمت الحجر إذا لمسته كما تقول اكتحلت من الكحل هذا كلام الهروي و قال الجوهري استلم الحجر بالقبلة أو باليد قال و لا يهمز لانه مأخوذ من السلام و هي الحجارة قال و همزه بعضهم و قال صاحب الحمكم استلم الحجر و استلامه بالهمز أي قبله أو اعتنقه قال و ليس أصله الهمز ( و أما ) قول الغزالي في الوسيط الاستلام هو ان يقبل الحجر في أول الطواف و في آخره بل في كل نوبة فان عجز بالزحمة مسه باليد فقد أنكروه عليه و غلطوه في تفسيره الاستلام بالتقبيل لان الاستلام هو اللمس باليد و التقبيل سنة أخرى مستحبة و قد يتأول كلام الغزالي و يستمر تصحيحه مما نقله عن الجوهري و صاحب المحكم ( قوله ) استلمه بمحجن هو - بميم مكسورة ثم حاء مهملة ساكنة ثم جيم مفتوحة ثم نون - و هي عصا معقفة الرأس كالصولجان و جمعه محاجن ( قوله ) ايمانا بك أي افعل هذا للايمان بك ( قوله ) على يساره - بفتح الياء و كسرها - لغتان مشهورتان ( أفصحهما ) عند الجمهور الفتح