حدائق الناضرة فی أحکام العترة الطاهرة جلد 2
لطفا منتظر باشید ...
إلا بذلك، مثلا- الدخول تحت الماء من حيثهو صالح لأن يقصد به التبرد أو التسخنتارة، و ازالة الوسخ اخرى و الغسل مثلا، وإخراج شيء من الماء و نحو ذلك، فلا ينصرفإلى واحد من هذه الأشياء أو أزيد إلا بنيتهو قصده. و مثل ذلك لطمة اليتيم تأديبا وظلما و هكذا جميع أفعال العقلاء من عباداتو غيرها لا يمكن تجردها و خلوها من النية والقصد بالكلية، و إلى ذلك يشير ما صرح بهبعض فضلائنا و استحسنه آخرون، من انه لوكلفنا اللَّه العمل بلا نية لكان تكليفابما لا يطاق- فالعبادة لا تكون عبادة يترتبعليها أثرها و يمتاز بعض أصنافها عن بعضإلا بالقصود و النيات ففي العبادة الواجبةتكون النية واجبة شرطا أو شطرا، لعدمتعينها- كما عرفت- و تشخصها إلا بها، و فيالمندوبة تكون من شروط صحتها جزء كانت أوخارجة، كغيرها من الأفعال التي لا تصح إلابها. و عدم الاتصاف بالوجوب فيها- و لا فيغيرها مما هو واجب في الفريضة و شرط فيصحتها- انما هو من حيث انه لا يعقل وجوبالشرط أو الجزء مع ندبية المشروط أو الكل،و ربما عبروا عن مثل ذلك بالوجوب الشرطي. و يدل على أصل ما قلناه ما رواه في التهذيبمرسلا عنه (صلّى الله عليه وآله) من قوله:«إنما الأعمال بالنيات» و قوله (صلّى اللهعليه وآله): «انما لكل امرئ ما نوى» و قولعلي بن الحسين (عليهما السلام) في حسنةالثمالي: «لا عمل إلا بنية» فإن الظاهر انالمراد بالنية هنا المعنى اللغوي. لأصالةعدم النقل، بمعنى