(المقام الرابع) [بطلان العبادة بقصدالرياء و السمعة]
لا ريب و لا إشكال في الإبطال بقصدالرياء و السمعة في نية العبادة، و الوجهفيه انه لا ريب في ان قصد ذلك لما كانمنافيا للإخلاص الذي هو مدار الصحة والبطلان في العبادة كما عرفت، وجب الحكمببطلانها باشتمالها عليه. و قد استفاضت الروايات بالنهي عن ذلك،كقول الصادق (عليه السلام) لعباد البصري:«ويلك يا عباد إياك و الرياء، فإنه من عمللغير اللَّه و كله اللَّه الى من عمل له». و قول الرضا (عليه السلام) لمحمد بن عرفة:«ويحك يا ابن عرفة اعملوا لغير رياء و لاسمعة، فإنه من عمل لغير اللَّه و كلهاللَّه إلى ما عمل».. بل دلت الآيات على ان ذلك شرك، كقولهسبحانه: «. وَ لا يُشْرِكْ بِعِبادَةِرَبِّهِ أَحَداً». و في بعض الاخبار في تفسير هذه الآية «و منصلى مراءاة الناس فهو مشرك» و في آخر أيضا«الرجل يعمل شيئا من الثواب لا يطلب به وجهاللَّه إنما يطلب تزكية الناس يشتهي أنيسمع به الناس، فهذا الذي أشرك بعبادةربه».. و نقل جملة من أصحابنا (رضوان اللَّهعليهم) عن المرتضى (رضي اللَّه عنه) فيالانتصار انه لو نوى الرياء بصلاته لم تجبإعادتها و ان سقط الثواب عليها. و لا يخفىان هذا الكلام يجري في جميع العبادات بل فيغيرها بطريق أولى.