و المانع الماء المنتاب و الساد الطريقالمسلوك».
و روى الصدوق في الخصال بسند معتبر عنالصادق (عليه السلام) عن أمير المؤمنين(عليه السلام) في جملة حديث: «لا تبل علىالمحجة و لا تتغوط عليها».
و ظاهر الأصحاب سيما المتأخرين الحكمبالكراهة في الجميع، إلا ان الشيخ المفيدفي المقنعة عبر في هذه المواضع بعدمالجواز، و ابن بابويه في الفقيه عبر بذلكفي فيء النزال و تحت الأشجار المثمرة،قال شيخنا صاحب كتاب رياض المسائل- بعد نقلذلك عنهما- ما لفظه: «و الجزم بالجواز- معورود النهي و الأمر و اللعن في البعض مععدم المعارض سوى أصالة البراءة- مشكل»انتهى. و هو جيد إلا انه كثيرا ما قد تكررمنهم (صلوات اللَّه عليهم) في المحافظة علىالوظائف المسنونة من ضروب التأكيدات فيالأوامر و النواهي ما يكاد يلحقهابالواجبات و المحرمات، كما لا يخفى على منتتبع الأخبار و جاس خلال تلك الديار. علىان اللعن هو البعد من رحمة اللَّه و هو كمايحصل بفعل المحرم يحصل بفعل المكروه و لوفي الجملة.
و تقييد الطرق بالنافذة احتراز عنالمرفوعة، فإنها ملك لأربابها، فيحرمالتخلي فيها قطعا. و ربما كان في ذلك إشعاربالكراهة.
و في بعض عبائر الأصحاب- كالشهيد فيالدروس- ذكر الأفنية من غير تقييدبالمساجد، و لم نقف له على دليل وراء ماذكرنا.
و احتمل بعض المتأخرين في معنى مواضعاللعن انه هو كل موضع يلعن المتغوطبالجلوس فيه، و حمل تفسيره (عليه السلام)على التمثيل ببعض الافراد.
[كلام حول الأشجار المثمرة]
و فسر جماعة من المتأخرين الأشجارالمثمرة في هذا المقام بما من شأنها ذلك وان لم تكن مثمرة بالفعل بل و ان لم تثمر فيوقت ما، استنادا إلى صدق الاسم بناء علىانه