حدائق الناضرة فی أحکام العترة الطاهرة جلد 2
لطفا منتظر باشید ...
إنما الأعمال حاصلة بالقصود و النيات، وانما لكل امرئ ما قصده، و انه لا عمل حاصلإلا متلبسا بقصد و نية. فالأول و الثالثصريحا الدلالة في عدم حصول العملبالاختيار من النفس إلا بقصدها إلىإصداره، و الثاني صريح في ان المرء لايستحق من جزاء عمله الاجزاء ما قصده، كمايدل عليه السبب فيه، و ينادي به تتمته منقوله (صلّى الله عليه وآله): «فمن كانتهجرته إلى اللَّه و رسوله فهجرته إلىاللَّه و رسوله، و من كانت هجرته إلى دنيايصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ماهاجر اليه» و من هنا يعلم ان مدار الأعمال-وجودا و عدما و اتحادا و تعددا و جزاءهاثوابا و عقابا- على القصود و النيات. و بما ذكرنا ثبت ما ادعيناه من ضروريةالنية في جميع الأعمال، و عدم احتياجهاالى تكلف و احتمال، و وجوبها في جميعالعبادات المترتب صحتها عليها، فإنالأعمال كالاشباح و القصود لها كالارواح. هذا و جملة من أصحابنا (رضوان اللَّهعليهم) لما حكموا بوجوب النية في جميعالعبادات و فسروها بالمعنى الشرعي، أشكلعليهم الاستدلال على الوجوب: فاستدل بعض- منهم: السيد السند في المدارك-على ذلك بما قدمنا من الاخبار، و اعترضهآخرون بمنع ذلك، قالوا: لان الظاهر منالحصر في حديثي «إنما الأعمال بالنيات» و«لا عمل إلا بنية» انتفاء حقيقة العمل عندانتفاء النية، و هو باطل، فلما تعذر الحملعلى الحقيقة فلا بد من المصير إلى أقربالمجازات. و التجوز بالحمل على نفي الصحة-كما يدعيه المستدل- ليس اولى من الحمل علىنفي الثواب. و لو قيل: