حدائق الناضرة فی أحکام العترة الطاهرة جلد 2
لطفا منتظر باشید ...
و ما روى في الحسن عن الصادق (عليه السلام)قال: «العباد ثلاثة: قوم عبدوا اللَّه عز وجل خوفا، فتلك عبادة العبيد. و قوم عبدوااللَّه تبارك و تعالى طلب الثواب، فتلكعبادة الاجراء و قوم عبدوا اللَّه عز و جلحبا له، فتلك عبادة الأحرار و هي أفضلالعبادة» فإن قضية أفعل التفضيل انالعبادة على الوجهين الأولين لا تخلو منفضل أيضا و ان نقصت مرتبته. و ما روى عنهم (عليهم السلام) بطرق عديدة:«من بلغه شيء من الثواب على عمل فعمل ذلكالعمل التماس ذلك الثواب أو تيه و ان لميكن الحديث كما بلغه» فإنه يعطى ان ذلكالعمل الحامل على فعله قصد تحصيل الثوابصحيح مثاب عليه. و ما ورد عنهم (عليهم السلام) من العباداتو الأعمال المأمور بها للحاجة أو تحصيلالولد أو المال أو النكاح أو الشفاء أوالاستخارة أو نحو ذلك من المقاصدالدنيوية. الى غير ذلك من الوجوه التي يطولبنشرها الكلام. و اما ما ذكروه من ان قصد الثواب و الخلاصمن العقاب ينافي الإخلاص له سبحانه، لأنقاصد ذلك إنما قصد جلب النفع إلى نفسه ودفع الضرر. ففيه (أولا) ان الإخلاص بذلك المعنى الخاصلا يحصل إلا من خواص الخواص، و هو درجة منقال: «ما عبدتك خوفا من نارك و لا طمعا فيجنتك، و لكن وجدتك أهلا للعبادة فعبدتك» وطلب هذه المرتبة من غيرهم (عليهم السلام)قريب من التكليف بالمحال بل هو محال بلااشكال. قال بعض مشايخنا المحققين من متأخريالمتأخرين: «و مدعى هذه المرتبة إنمايصدق