حدائق الناضرة فی أحکام العترة الطاهرة جلد 2
لطفا منتظر باشید ...
و لعل مستنده في ذلك ان غاية ما يستفاد منالآية و الاخبار الواردة في المقام عدمالقبول الموجب لعدم استحقاق الثواب، و هوغير مناف للصحة بمعنى عدم وجوب الإعادة. و ربما أيد ذلك بكثير من ظواهر الكتاب والسنة كقوله تعالى: «. إِنَّمايَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَالْمُتَّقِينَ» «. و لا تُبْطِلُواصَدَقاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَ الْأَذى».. و كما ورد في الاخبار الصحيحة: «ان صلاةشارب الخمر إذا سكر لا تقبل أربعين صباحاأو أربعين يوما أو ليلة» مع عدم القولبفساد شيء من ذلك و وجوب إعادته من تلكالجهة. و أنت خبير بان الكلام هنا يرجع إلى بيانمعنى الصحة في العبادات، هل هي عبارة عنموافقة الأمر و حصول ما يستلزم الثواب، أوانها عبارة عما يوجب سقوط العقاب و ان لميستلزم الثواب، و إنما يستلزمه القبول وهو أمر زائد على الاجزاء و الصحة و مرجعذلك إلى كونها عبارة عما يسقط القضاءخاصة؟ المشهور الأول و المرتضى على الثانيو الظاهر هو المشهور من ان الصحة إنما هيعبارة عن موافقة الأمر و امتثاله، و ان ذلكموجب للقبول و ترتب الثواب: (أما أولا)- فلانه لا خلاف بين كافةالعقلاء في ان السيد إذا أمر عبده أمراإيجابيا بفعل و وعده الأجر عليه، فاتىالعبد بالفعل حسبما أمر به السيد، ثم انالسيد رده عليه و لم يقبله منه و منعهالأجر الذي وعده، مع انه لم يخالف شيئا مماامره به فان العقلاء لا يختلفون في لومالسيد و نسبته إلى خلاف العدل، سيما إذاكان السيد ممن يصف نفسه بالعدل و يتمدحبالفضل و الكرم. و (اما ثانيا)- فلان تفسير الصحة بأنهاعبارة عما أسقط القضاء مستلزم للقول