حدائق الناضرة فی أحکام العترة الطاهرة جلد 2
لطفا منتظر باشید ...
و قوله (عليه السلام): «يجزئك في الغسل والاستنجاء ما بلت يدك». و الدهن كما يحتمل انه من الأدهان ايالإطلاء من الدهن كما هو صريح بعضها،يحتمل أيضا انه من دهن المطر الأرض إذابلها بلا يسيرا، و على التقديرين فلاجريان فيه قطعا على الأول و ظاهرا علىالثاني. و ربما تحمل الأخبار كملا على المعنىالأول و يقيد مطلقها بمقيدها. و الأكثر حملوا هذه الأخبار على المبالغةفي أقل الجريان، و ظواهرها- كما ترى- لاتقبله. و أنت خبير بان ما اشتمل من الأخبارالمتقدمة على الجريان صريحا أو مفهوما لادلالة فيه على الانحصار في هذا الفرد و عدماجزاء ما عداه، و لا في شيء من الأخبارالأخيرة على الانحصار فيه و عدم جواز مازاد عليه، حتى تثبت المنافاة بين اخبارالطرفين و يرتكب الحمل في أحد الجانبين،بل ربما دل لفظ الاجزاء في بعض الأخبارالأخيرة على انه أقل المجزي المستلزملثبوت مرتبة فوقه. فلم يبق حينئذ إلا دعوى اعتبار الجريان فيمسمى الغسل. و فيه ان المفهوم من كلام شيخنا الشهيدالثاني في بعض تحقيقاته ان ذلك غير مفهوممن كلام أهل اللغة، قال: «لعدم تصريحهمباشتراط جريان الماء في تحققه، و ان العرفدال على ما هو أعم منه، الا انه المعروف منالفقهاء سيما المتأخرين، و المصرح به فيعباراتهم» انتهى. و يؤيده ما صرح به السيد السند فيالمدارك، حيث قال- بعد ان نقل القولباشتراط الجريان في مسمى الغسل- ما لفظه:«و في دلالة العرف على ذلك نظر» ثم قال- بعدان نقل عن الشارح حمل اخبار الدهن علىالمبالغة- ما صورته: «و قد