حدائق الناضرة فی أحکام العترة الطاهرة جلد 2
لطفا منتظر باشید ...
و التحقيق- كما حققه بعض الفضلاء- ان كلامن الغاية الابتدائية و الانتهائية قدتكون داخلة تارة، كما في قوله سبحانه: «. منالمسجد الحرام إلى المسجد الأقصى». و قولك:«حفظت القرآن من أوله إلى آخره» و قد تكونخارجة، كقوله سبحانه: «. ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيامَ إِلَىاللَّيْلِ». و قوله: «. فَنَظِرَةٌ إِلىمَيْسَرَةٍ».. و ما ذكره الشيخ (رحمه اللَّه)- من ان «الى»في الآية بمعنى مع، مدعيا في الخلاف ثبوتذلك عن الأئمة (عليهم السلام)- ففيه انالمفهوم من حسنة زرارة و بكير المشارإليها آنفا، حيث قال (عليه السلام) فيها: «وأمر بغسل اليدين إلى المرفقين، فليس له انيدع شيئا من يديه إلى المرفقين إلا غسله،لان اللَّه تعالى يقول فَاغْسِلُواوُجُوهَكُمْ وَ أَيْدِيَكُمْ إِلَىالْمَرافِقِ. الحديث» فان قوله (عليهالسلام): «فليس له ان يدع» صريح في ان «إلى»في الآية غاية للمغسول، فان التحديد له،لأن «الى» في كلامه (عليه السلام) غايةلليد بلا اشكال و إيراده الآية مستدلا بهاعلى ذلك يقتضي كون «الى» فيها مثلها فيكلامه. و يؤيده أيضا ان اليد لما كانت تطلقبإطلاقات متعددة- فإنها لغة و عرفا منالكتف إلى أطراف الأصابع، و في التيمم إلىالزند، و في قطع السرقة إلى أصول الأصابع،و في الوضوء إلى المرفق- كان الأهم فيالمقام و الاولى لدفع الإيهام الحمل علىالتحديد و بيان الغاية. و ممن نص على عدم دلالة الآية على الدخولالشيخ الطبرسي (قدس سره) في جامع الجوامع،حيث قال: «لا دليل في الآية على دخولالمرافق في الوضوء، إلا أن أكثر الفقهاءذهبوا إلى وجوب غسلها، و هو مذهب أهل البيت(عليهم السلام) انتهى