حدائق الناضرة فی أحکام العترة الطاهرة جلد 2
لطفا منتظر باشید ...
العبارات سيما عبارات العلامة (عطراللَّه مرقده) الذي هو مخترع هذا القول علىتعددها فإن غاية ما يخرج به عن كلام القومالتعبير بالمفصل دون هذا العظم الخفي الذيذكره- يكاد يقطع العقل ببعده. و عمدة ما يدور عليه كلامه (قدس سره)- فيالاستدلال على هذا القول و يشجعه على انهمراد العلامة- شيئان: (أحدهما)- نسبة الفخر الرازي و من تبعه ذلكإلى الشيعة و فيه ان الفخر الرازي قد نقلذلك أيضا عن الأصمعي كما قدمنا نقله عنه،مع انك قد عرفت- مما نقله شيخنا الشهيد فيالذكرى عن أبي عمرو الزاهد- ان مذهبالأصمعي في الكعب انما هو مذهب العامة، وبذلك أيضا صرح احمد بن محمد الفيومي فيالمصباح المنير، و حينئذ فإذا احتمل تطرقالاختلال إلى نقله عن علماء مذهبهفبالطريق الاولى إلى مذهب الشيعة، و يؤيدهما قدمنا نقله عن ابن الأثير من ان مذهبالشيعة انهما العظمان اللذان في ظهرالقدم، و ما صرح به في المصباح المنيرأيضا، حيث قال: «و ذهبت الشيعة إلى انالكعب في ظهر القدم و أنكره أئمة اللغةكالاصمعي و غيره». و (ثانيهما)- صحيح زرارة و أخيه المتقدمذكره و هو- بعد ما عرفت من ظهور هذا المعنىمن كلام الأصحاب سيما كلام الشيخين فيالمقنعة و التهذيب و ظهوره أيضا من تلكالأخبار المتقدمة- يجب إرجاعه إلى ما عليهالأصحاب سيما مع عدم الصراحة لما عرفت منتطرق الاحتمال إلى المعنى الذي اعتمدوهمنه، و جملة المتقدمين من الأصحاب لميفهموا منه المخالفة لما قرروه في عبائرهممن معنى الكعب المشهور، و لهذا ان الشيخ فيالتهذيب- بعد ذكر ما قدمنا نقله عنه مما هوصريح في المعنى المشهور- نظم هذه الروايةفي سلك الأدلة على ذلك و لم يجعلها في قالبالمخالف، و المحقق في المعتبر كذلك بعد ماعرف الكعب بأنه قبة القدم، و ما ذاك كلهإلا لفهمهم منها الانطباق على المعنى