حدائق الناضرة فی أحکام العترة الطاهرة جلد 2
لطفا منتظر باشید ...
حتى اجتمع من ذلك جبل عظيم، قال: فمر بهمرجل صالح و إذا امرأة و هي تفعل ذلك بصبيلها، فقال: و يحكم اتقوا اللَّه و لاتغيروا ما بكم من نعمة، فقالت له: كأنكتخوفنا بالجوع، اما ما دام ثرثارنا يجريفإنا لا نخاف الجوع. قال فأسف اللَّه وأضعف لهم الثرثار و حبس عنهم قطر السماء ونبت الأرض، فاحتاجوا إلى ذلك الجبل، و انهكان ليقسم بينهم بالميزان» و يدل على ذلكالأخبار المستفيضة بإكرام الخبز و النهيعن إهانته. و اما ما عداه من المطعوم فاستدل عليه بانطعام الجن منهي عنه، فطعام أهل الصلاحبطريق اولى. و لا يخفى ما فيه. و ظاهر بعض محدثي متأخري المتأخرين تخصيصالتحريم هنا بالخبز خاصة. نعم يدل على ذلك ما رواه في كتاب دعائمالإسلام قال: «نهوا (عليهم السلام) عنالاستنجاء بالعظام و البعر و كل طعام». إلاان الكتاب المذكور لم يثبت الاعتماد علىمصنفه و ان كان قد ذكره شيخنا المجلسي (قدسسره) في كتاب البحار و نقل عنه ما تضمنه منالاخبار، إلا انه قال- بعد ذكر مصنفه وبيان بعض أحواله- ما صورته: «و اخباره تصلحللتأييد و التأكيد» انتهى. و اما المحترم كالتربة المشرفة فلا ريب فيوجوب إكرامها و تحريم إهانتها من حيثكونها تربته (عليه السلام) بل لا يبعد- كماذكره بعض أصحابنا- الحكم بكفر المستعمللها من تلك الحيثية.