حدائق الناضرة فی أحکام العترة الطاهرة جلد 2
لطفا منتظر باشید ...
لأن الأصل في الإضافة العهد و كذاالموصول، و حينئذ فالظاهر ان يكونا إشارةإلى الطرفين المتعارفين المعهودين. و أيضاالظاهر ان الأنعام إنما يتحقق في الطرفينالطبيعيين و اما غيرهما فليس من بابالنعمة بل النقمة. و حجة الثاني- على ما نقل عن الشيخ فيالمبسوط- عموم قوله: «أَوْ جاءَ أَحَدٌمِنْكُمْ مِنَ الْغائِطِ». و ما يروى منالأخبار- ان الغائط ينقض الوضوء- يتناولذلك، و لا يلزم ما فوق المعدة، لأن ذلك لايسمى غائطا. و جوابه يعلم مما سبق. و اما قوله: «ان مافوق المعدة لا يسمى غائطا» فأورد عليهالمحقق في المعتبر انه ضعيف قال: «لأنالغائط اسم للمطمئن من الأرض نقل الىالفضلة المخصوصة، فعند هضم المعدة الطعامو انتزاع الاجزاء الغذائية منه يبقىالثقل، فكيف خرج يتناوله الاسم و لااعتبار بالمخرج في تسميته». و أجاب عنه شيخنا البهائي في كتاب الحبلالمتين بان غرض الشيخ (رحمه اللَّه) انهإنما يسمى غائطا بعد انحداره من المعدةإلى الأمعاء و خلعه الصورة النوعيةالكيلوسية التي كان عليها في المعدة، اماقبل الانحدار عن المعدة فليس بغائط إنماهو من قبيل القيء، و ليس مراده وقوعالمخرج فيما سفل عن المعدة أو فيما علاها،إذ لا عبرة بتحتية نفس المخرج و فوقيته، بلبخروج الخارج بعد انحداره عن المعدة وصيرورته تحتها أو قبل ذلك، غايته انه- رحمهاللَّه- عبر عما يخرج قبل الانحدار عنهابما يخرج من فوقها و عما يخرج بعده بمايخرج من تحتها، و الأمر فيه سهل. و لا يخفىبعده من كلام الشيخ. و أنت خبير بأنه على هذا التوجيه الذيذكره (قدس سره) يرتفع الخلاف بين الشيخ وبين ابن إدريس و يصير القولان قولا واحدا. و حجة القول الثالث- على ما نقل عن قائله-عموم الآية و الاخبار، و لعله أشاربالأخبار إلى ما ورد منها مطلقا بنقضالثلاثة من غير تقييد بالمخرج الطبيعي،