بدایة والنهایة جلد 14
لطفا منتظر باشید ...
القاهرة ، و أنعم عليه السلطان و لقب بالملك المؤيد ، و رسم أن يخطب له على منابرها و أعمالها ، و أن يخطب بالمقام العالي المولوي السلطاني الملكي المؤيدي ، على ما كان عليه عمه المنصور .و فيها عمر ابن المرجاني شهاب الدين مسجد الخيف و أنفق عليه نحوا من عشرين ألفا .و في المحرم استقال أمين الدين من نظر طرابلس و أقام بالقدس .و في آخر صفر بأشر نيابة الحكم المالكي القاضي شمس الدين محمد بن أحمد القفصي ، و كان قد قام مع قاضي القضاة شرف الدين من مصر .و في يوم الاثنين الخامس و العشرين من ربيع الاول ضربت عنق شخص يقال له عبد الله ( 1 ) الرومي و كان غلاما لبعض التجار ، و كان قد لزم الجامع ، ثم ادعى النبوة و استتيب فلم يرجع فضربت عنقه و كان أشقر أزرق العينين جاهلا ، و كان قد خالطه شيطان حسن له ذلك ، و اضطرب عقله في نفس الامر و هو في نفسه شيطان إنسي .و في يوم الاثنين ثاني ربيع الآخر عقد عقد السلطان على المرأة التي قدمت من بلاد القبجاق ، و هي من بنات الملوك ( 2 ) ، و خلع على القاضي بدر الدين بن جماعة و كاتب السر و كريم الدين و جماعة الامراء ، و وصلت العساكر في هذا الشهر إلى بلاد سيس و غرق في بحر جاهان ( 3 ) من عساكر طرابلس نحو من ألف فارس ، و جاءت مراسيم السلطان في هذا اليوم إلى الشام في الاحتياط على أخبار آل مهنا و إخراجهم من بلاد الاسلام ، و ذلك لغضب السلطان عليهم لعدم قدوم والدهم مهنا على السلطان .و في يوم الاربعاء رابع عشرين جمادى الاولى درس بالركنية الشيخ محيي الدين الاسمر الحنفي و أخذت منه الجوهرية لشمس الدين البرقي الاعرج ، وتدريس جامع القلعة لعماد الدين بن محيي الدين الطرسوسي ، الذي ولي قضأ الحنفية بعد هذا ، و أخذ من البرقي إمامة مسجد نور الدين له بحارة اليهود ، و لعماد الدين بن الكيال ، و إمامة الربوة الشيخ محمد الصبيبي .و في جمادى الآخرة اجتمعت الجيوش الاسلامية بأرض حلب نحوا من عشرين ألفا ، عليهم كلهم نائب حلب الطنبغا و فيهم نائب طرابلس شهاب الدين قرطبة ، فدخلوا بلاد الارمن من اسكندرونة ففتحوا الثغر ثم تل حمدان ثم خاضوا جاهان فغرق منهم جماعة ثم سلم الله من وصلوا إلى سيس فحاصروها و ضيقوا على أهلها و أحرقوا دار الملك التي في البلد ، و قطعوا أشجار البساتين و ساقوا الابقار و الجواميس و الاغنام و كذلك فعلوا بطرسوس ، و خربوا الضياع و الاماكن و أحرقوا الزروع ثم رجعوا فخاضوا