بدایة والنهایة جلد 14
لطفا منتظر باشید ...
ثلاثة آلاف ألف و ستمأة ألف درهم ، سوى ما تمحق من التراسيم و البراطيل و ما أخذ غيره من الامراء و الوزراء ، و أن شيخ المشايخ حصل له نحو من ستمأة ألف درهم ، و الاصيل بن النصير الطوسي مائة ألف ( 1 ) ، و الصفي السخاوي ( 2 ) ثمانون ألفا ، و عاد سيف الدين قبجق إلى دمشق يوم الخميس بعد الظهر خامس عشرين جمادى الاولى و معه الالبكي و جماعة ، و بين يديه السيوف مسللة و على رأسه عصابة فنزل بالقصر و نودي بالبلد نائبكم قبجق قد جاء فافتحوا دكاكينكم و اعملوا معاشكم و لا يغرر أحد بنفسه هذا الزمان و الاسعار في غاية الغلاء و القلة ، قد بلغت الغرارة إلى أربعمائة ، و اللحم بنحو العشرة ، و الخبز كل رطل بدرهمين و نصف ، و العشرة الدقيق بنحو الاربعين ، و الجبن الاوقية بدرهم ، و البيض كل خمسة بدرهم ، ثم فرج عنهم في أواخر الشهر ، و لما كان في أواخر الشهر نادى قبجق بالبلد أن يخرج الناس إلى قراهم و أمر جماعة و انضاف إليه خلق من الاجناد ، و كثرت الاراجيف على بابه ، و عظم شأنه و دقت البشائر بالقلعة و على باب باب قبجق يوم الجمعة رابع جمادى الآخرة ، و ركب قبجق بالعصائب في البلد و الشاويشية بين يديه ، و جهز نحوا من ألف فارس نحو خربة اللصوص ، و مشى مشي الملوك في الولايات و تأمير الامراء و المراسم العالية النافذة ، و صار كما قال الشاعر : يالك من قنبرة بمعمري خلا لك الجو فبيضي و اصفري و نقري ما شئت أن تنقري ثم إنه ضمن الخمارات و مواضع الزنا من الحانات و غيرها ، و جعلت دار ابن جرادة خارج من باب تو ما خمارة و حانة أيضا ، و صار له على ذلك في كل يوم ألف درهم ، و هي التي دمرته و محقت آثاره و أخذ أموالا أخر من أوقاف المدارس و غيرها ، و رجع بولاي من جهة الاغوار و قد عاث في الارض فسادا ، و نهب البلاد و خرب و معه طائفة من التتر كثيرة ، و قد خربوا قرى كثيرة ، و قتلوا من أهلها وسبواخلقا من أطفالها ، و جبى لبولاي من دمشق أيضا جباية أخرى ، و خرج طائفة من القلعة فقتلوا طائفة من التتر و نهبوهم ، و قتل جماعة من المسلمين في غبون ذلك ، و أخذوا طائفة ممن كان يلوذ بالتتر و رسم قبجق لخطيب البلد و جماعة من الاعيان أن يدخلوا القلعة فيتكلموا مع نائبها في المصالحة فدخلوا عليه يوم الاثنين ثاني عشر جمادى الآخرة ، فكلموه و بالغوا معه فلم يجب إلى ذلك و قد أجاد و أحسن و أرجل في ذلك بيض الله وجهه .و في ثامن رجب طلب قبجق القضاة و الاعيان فحلفهم على المناصحة للدولة المحمودية - يعني قازان - فحلفوا له ، و في هذا اليوم خرج الشيخ تقي الدين بن تيمية إلى مخيم بولاي فاجتمع به في