بدایة والنهایة جلد 14
لطفا منتظر باشید ...
و في يوم الثلاثاء رابع شعبان درس بالشامية الجوانية شهاب الدين أحمد بن جهبل ، و حضر عنده القاضي القزويني الشافعي و جماعة عوضا عن الشيخ أمين الدين سالم بن أبي الدر إمام مسجد ابن هشام توفي ، ثم بعد أيام جاء توقيع بولاية القاضي الشافعي فباشرها في عشرين رمضان .و في عاشر شوال خرج الركب الشامي و أميره سيف الدين جوبان ، و حج عامئذ القاضي شمس الدين ابن مسلم قاضي قضاة الحنابلة ، و بدر الدين ابن قاضي القضاة جلال الدين القزويني ، و معه تحف و هدايا و أمور تتعلق بالامير سيف الدين أرغون نائب مصر ، فإنه حج في هذه السنة و معه أولاده و زوجته بنت السلطان ، و حج فخر الدين ابن شيخ السلامية ، و صدر الدين المالكي ، و فخر الدين البعلبكي و غيره .و في يوم الاربعاء عاشر ذي القعدة درس بالحنبلية برهان الدين أحمد بن هلال الزرعي الحنبلي ، بدلا عن شيخ الاسلام ابن تيمية ، و حضر عنده القاضي الشافعي و جماعة من الفقهاء وشق ذلك على كثير من أصحاب الشيخ تقي الدين ، و كان ابن الخطيري الحاجب قد دخل على الشيخ تقي الدين قبل هذا اليوم فاجتمع به و سأله عن أشياء بأمر نائب السلطنة .ثم يوم الخميس دخل القاضي بدر الدين بن جملة و ناصر الدين مشد الاوقاف ، و سألاه عن مضمون قوله في مسألة الزيارة ، فكتب ذلك في درج و كتب تحته قاضي الشافعية بدمشق : قابلت الجواب عن هذا السوأل المكتوب على خط ابن تيمية إلى أن قال : و إنما المحز جعله زيارة قبر النبي صلى الله عليه و سلم ، و قبور الانبياء صلوات الله و سلامه عليهم معصية بالاجماع مقطوعا بها ، فانظر الآن هذا التحريف على شيخ الاسلام ، فإن جوابه على هذه المسألة ليس فيه منع زيارة قبور الانبياء و الصالحين ، و إنما فيه ذكر قولين في شد الرحل و السفر إلى مجرد زيارة القبور ، و زيارة القبور من شد رحل إليها مسألة ، و شد الرحل لمجرد الزيارة مسألة أخرى ، و الشيخ لم يمنع الزيارة الخالية عن شد رحل ، بل يستحبها و يندب إليها ، و كتبه و مناسكه تشهد بذلك ، و لم يتعرض إلى هذه الزيارة في هذه الوجه في الفتيا ، و لا قال إنها معصية ، و لا حكى الاجماع على المنع منها ، و لا هو جاهل قول الرسول " زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة " ( 1 ) و الله سبحانه لا يخفى عليه شيء ، و لا يخفى عليه خافية ، ( و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ) ] الشعراء : 227 [ .و في يوم الاحد رابع ذي القعدة فتحت المدرسة الحمصية تجاه الشامية الجوانية ، و درس بها محيي الدين الطرابلسي قاضي هكار ، و تلقب بأبي رباح ، و حضر عنده القاضي الشافعي .و في ذي القعدة سافر القاضي جمال الدين الزرعي من الأَتابكية إلى مصر ، و نزل عن تدريسها لمحيي الدين