بدایة والنهایة جلد 14
لطفا منتظر باشید ...
و إحسانه إلى الطلبة كثير ، و كان لا يقتني شيئا و يصرف مرتبه و جامكية مدرسته في مصالحه ، و قد درس بالادرائية من سنة سبعين و ستمأة إلى عامه هذا ، توفي بكرة يوم الجمعة سابع جمادى الاولى بالمدرسة المذكورة ، وصلي عليه عقب الجمعة بالجامع و حملت جنازته على الرؤوس و أطراف الانامل ، و كانت حافلة ، و دفن عند أبيه و عمه و ذويه بباب الصغير رحمه الله تعالى .الشيخ الامام العالم الزاهد الورع مجد الدين إسماعيل الحراني الحنبلي ، ولد سنة ثمان ( 1 ) و أربعين و ستمأة ، و قرأ القراءات و سمع الحديث في دمشق حين انتقل مع أهله إليها سنة إحدى و سبعين ، و اشتغل على الشيخ شمس الدين بن أبي عمر ، و لازمه و انتفع به ، وبرع في الفقة و صحة النقل و كثرة الصمت عما لا يعنيه ، و لم يزل مواظبا على جهاته و وظائفه لا ينقطع عنها إلا من عذر شرعي ، إلى أن توفي ليلة الاحد تاسع جمادى الاولى و دفن بباب الصغير رحمه الله .و في هذا الحين توفي : الصاحب شرف الدين يعقوب بن عبد الله ( 2 ) الذي كان ناظر الدواوين بحلب ، ثم انتقل إلى نظرها بطرابلس .توفي بحماة ، و كان محبا للعلماء و أهل الخير ، و فيه كرم و إحسان ، و هو والد القاضي ناصر الدين كاتب السر بدمشق ، و قاضي العساكر الحلبية و مشيخة الشيوخ بالسمساطية ، و مدرس الاسدية بحلب ، والناصرية و الشامية الجوانية بدمشق .القاضي معين الدين هبة الله بن علم الدين مسعود بن أبي المعالي عبد الله بن أبي الفضل بن الخشيشي ( 3 ) الكاتب و ناظر الجيش بمصر في بعض الاحيان ، ثم بدمشق مدة طويلة مستقلا و مشاركا لقطب الدين ابن شيخ السلامية ، و كان خبيرا بذلك يحفظه على ذهنه ، و كانت له يد جيدة في العربية و الادب و الحساب و له نظم جيد ، و فيه تردد و تواضع .توفي بمصر ( 4 ) في نصف جمادى الآخرة و دفن بتربة الفخر كاتب المماليك .