بدایة والنهایة جلد 14
لطفا منتظر باشید ...
بالمنع من رمي البندق ، و أن لا تباع قسيها و لا تعمل ، و ذلك لافساد رماة البندق أولاد الناس ، و أن الغالب على من تعاناه اللواط و الفسق و قلة الدين ، و نودي بذلك في البلاد المصرية و الشامية .قال البرزالي : و في نصف شعبان أمر السلطان بتسليم المنجمين إلى والي القاهرة فضربوا و حبسوا لا فسادهم حال النساء ، فمات منهم أربعة تحت العقوبة ، و ثلاثة من المسلمين و نصراني ، و كتب إلي بذلك الشيخ أبو بكر الرحبي .و في أول رمضان وصل البريد بتولية الامير فخر الين ابن الشمس لؤلؤ ولاية البر بدمشق بعد وفاة شهاب الدين بن المرواني ، و وصل كتاب من مكة إلى دمشق في رمضان يذكر فيه أنها وقعت صواعق ببلاد الحجاز فقتلت جماعة متفرقين في أماكن شتى ، و أمطار كثيرة جدا ، و جاء البريد في رابع رمضان بتولية القاضي محيي الدين بن جميل قضأ طرابلس فذهب إليها ، و درس ابن المجد عبد الله بالرواحية عوضا عن الاصبهاني بحكم إقامته بمصر .و في آخر رمضان أفرج عن الصاحب علاء الدين و أخيه شمس الدين موسى بن التاج إسحاق بعد سجنهما سنة و نصفا .و خرج الركب الشامي يوم الخميس عاشر شوال و أميره بدر الدين بن معبد و قاضيه علاء الدين بن منصور مدرس الحنفية بمدرسة تنكز ، و في الحجاج صدر الدين المالكي ، و شهاب الدين الظهيري ، و محيي الدين بن الاعقف و آخرون و في يوم الاحد ثالث عشرة درس بالاتابكية ابن جملة عوضا عن ابن جميل تولى قضأ طرابلس ، و في يوم الاحد عشرينه حكم القاضي شمس الدين محمد بن كامل التدمري ، الذي كان في خطابة الخليل بدمشق نيابة عن ابن جملة ، و فرح الناس بدينه و فضيلته .و في ذي القعدة مسك تنكز دواداره ناصر الدين محمد ، و كان عنده بمكانة عظيمة جدا ، و ضربه بين يديه ضربا مبرحا ، و استخلص منه أموالا كثيرة ، ثم حسبه بالقلعة ثم نفاه إلى القدس ، و ضرب جماعة من أصحابه منهم علاء الدين بن مقلد حاجب العرب ، و قطع لسانه مرتين ، و مات و تغيرت الدولة و جاءت دولة أخرى مقدمها عنده حمزة الذي كان سميره و عشيره في هذه المدة الاخيرة ، و انزاحت النعمة عن الدوادار ناصر الدين و ذويه و من يليه .و في يوم الثلاثاء ثامن عشرين ذي القعدة ركب على الكعبة باب حديد أرسله السلطان مرصعا من البسط ( 1 ) الاحمر كأنه آبنوس ، مركب عليه صفائح من فضة زنتها خمسة و ثلاثون ألفا و ثلثمأة و كسر ، و قلع الباب العتيق ، و هو من خشب الساج ( 2 ) ، و عليه صفائح تسلمها بنو