بدایة والنهایة جلد 14
لطفا منتظر باشید ...
و كبر و ضعفت أحواله ، فاستقال فأقيل و تولى مكانه القزويني ، و بقيت منه بعض الجهات و رتبت له الرواتب الكثيرة الدارة إلى أن توفي ليلة الاثنين بعد عشاء الآخرة حادي عشرين جمادى الاولى ، و قد أكمل أربعا و تسعين سنة و شهرا و أياما ، وصلي عليه من الغد الظهر بالجامع الناصري بمصر ، و دفن بالقرافة ، و كانت جنازته حافلة هائلة رحمه الله .الشيخ الامام الفاضل مفتي المسلمين شهاب الدين أبو العباس أحمد بن محيي الدين يحيى بن تاج الدين إسماعيل بن طاهر بن نصر الله بن جهبل الحلبي الاصل ثم الدمشقي الشافعي ، كان من أعيان الفقهاء ، ولد سنة سبعين و ستمأة و اشتغل بالعلم و لزم المشايخ و لزم الشيخ الصدر بن الوكيل ، و درس بالصلاحية ( 1 ) بالقدس ، ثم تركها إلى دمشق فباشر مشيخة دار الحديث الظاهرية مدة ، ثم ولي مشيخة البادرائية فترك الظاهرية و أقام بتدريس البادرائية إلى أن مات ، و لم يأخذ معلوما من واحدة منهما ، توفي يوم الخميس بعد العصر تاسع جمادى الآخرة وصلي عليه بعد الصلاة و دفن بالصوفية ، و كانت جنازته حافلة .تاج الدين عبد الرحمن بن أيوب مغسل الموتى في سنة ستين و ستمأة ، يقال إنه غسل ستين ألف ميت ، و توفي في رجب و قد جاوز الثمانين .الشيخ فخر الدين أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد العظيم بن السقطي الشافعي ، كان مباشرا شهادة الخزانة ، و ناب في الحكم عند باب النصر و دفن بالقرافة .الامام الفاضل مجموع الفضائل شهاب الدين أبو العباس أحمد بن عبد الوهاب البكري ، نسبة إلى أبو بكر الصديق رضي الله عنه ، كان لطيف المعاني ناسخا مطيقا يكتب في ثلاث كراريس ، و كتب البخاري ثماني مرات و يقابله و يجلده و يبيع النسخة من ذلك بألف و نحوه ، و قد جمع تأريخا في ثلاثين مجلدا ، و كان