بدایة والنهایة جلد 14
لطفا منتظر باشید ...
استدمر ، و عزل عن وزارة مصر شمس الدين الاعسر ، و تولى سيف الدين أقجبا المنصوري نيابة غزة ، و جعل عوضه بالقلعة الامير سيف الدين بها در السيجري ، و هو من الرحبة ، و في صفر ( 1 ) رجعت رسل ملك التتر من مصر إلى دمشق فتلقاهم نائب السلطنة و الجيش و العامة ، و في نصف صفر ولي تدريس النورية الشيخ صدر الدين علي البصراوي الحنفي عوضا عن الشيخ ولي الدين السمرقندي و إنما كان وليها ستة أيام و درس بها أربعة دروس بعد بني الصدر سليمان ، توفي و كان من كبار الصالحين ، يصلي كل يوم مائة ركعة ، و في يوم الاربعاء تاسع عشر ربيع الاول جلس قاضي القضاة و خطيب الخطباء بدر الدين بن جماعة بالخانقاه الشمساطية شيخ الشيوخ بها عن طلب الصوفية له بذلك ، و رغبتهم فيه ، و ذلك بعد وفاة الشيخ يوسف بن حمويه الحموي ، و فرحت الصوفية به و جلسوا حوله ، و لم تجتمع هذه المناصب لغيره قبله ، و لا بلغنا أنها اجتمعت إلى أحد بعده إلى زماننا هذا : القضاء و الخطابة و مشيخة الشيوخ .و في يوم الاثنين الرابع و العشرين من ربيع الاول قتل الفتح أحمد بن الثقفي ( 2 ) بالديار المصرية ، حكم فيه القاضي زين الدين بن مخلوف المالكي بما ثبت عنده من تنقيصه للشريعة و استهزائه بالآيات المحكمات ، و معارضة المشتبهات بعضها ببعض ، يذكر عنه أنه كان يحل المحرمات من اللواط و الخمر و غير ذلك ، لمن كان يجتمع فيه من الفسقة من الترك و غيرهم من الجهلة ، هذا و قد كان له اشتغال و هيئة جميلة في الظاهر ، و بزته و لبسته جيدة ، و لما أوقف عند شباك دار الحديث الكاملية بين القصرين استغاث بالقاضي تقي الدين بن دقيق العيد فقال : ما تعرف مني ؟ فقال : أعرف منك الفضيلة ، و لكن حكمك إلى القاضي زين الدين ، فأمر القاضي للوالي أن يضرب عنقه ، فضرب عنقه و طيف برأسه في البلد ، و نودي عليه هذا جزاء من طعن في الله و رسوله .قال البرزالي في تأريخه : و في وسط شهر ربيع الاول ورد كتاب من بلاد حماة من جهة قاضيها يخبر فيه أنه وقع في هذه الايام ببارين من عمل حماة برد كبار على صور الحيوانات مختلفة شتى ، سباع و حيات و عقارب و طيور و معز و نساء ، و رجال في أوساطهم حوائص ، و أن ذلك ثبت بمحضر عند قاضي الناحية ، ثم نقل ثبوته إلى قاضي حماة .و في يوم الثلاثاء عاشر ربيع الآخر شنق الشيخ علي الحويرالي بواب الظاهرية على بابها ، و ذلك أنه اعترف بقتل الشيخ زين الدين السمرقندي .و في النصف منه حضر القاضي بدر الدين بن جماعة تدريس الناصرية الجوانية عوضا عن كمال الدين بن الشريشي ، و ذلك أنه ثبت محضر أنها لقاضي الشافعية بدمشق ، فانتزعها من يد ابن الشريشي .و في يوم الثلاثاء التاسع و العشرين من جمادى الاولى قدم الصدر علاء الدين بن شرف الدين بن