بدایة والنهایة جلد 14
لطفا منتظر باشید ...
المصلى ، و لا خرج نائب السلطنة ، بل اجتمع الامراء و القضاة بدار السعادة ، و حضر الخطيب فصلى بهم العيد بها ، و كثير من الناس صلوا العيد في البيوت .و في يوم الاحد الحادي و العشرين من ذي الحجة درس قاضي القضاة تقي الدين السبكي الشافعي بالشامية البرانية عن الشيخ شمس الدين بن النقيب رحمه الله ، و حضر عنده القضاة و الاعيان و الامراء و خلق من الفضلاء ، و أخذ في قوله تعالى ( قال رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لاحد من بعدي إنك أنت الوهاب ) ] ص : 35 [ و ما بعدها .و في ذي الحجة استفتي في قتل كلاب البلد فكتب جماعة من أهل البلد في ذلك ، فرسم بإخراجهم يوم الجمعة من البلد الخامس و العشرين منه ، لكن إلى الخندق ظاهر باب الصغير ، و كان الاولى قتلهم بالكلية و إحراقهم لئلا تنتن بريحهم على ما أفتى به الامام مالك بن أنس من جواز قتل الكلاب ببلدة معينة للمصلحة ، إذا رأى الامام ذلك ، و لا يعارض ذلك النهي عن قتل الكلاب ، و لهذا كان عثمان بن عفان يأمر في خطبته بقتل الكلاب و ذبح الحمام .ثم دخلت سنة ست و أربعين و سبعمأة استهلت هذه السنة و سلطان المسلمين بالديار المصرية و الشامية و الحرمين و البلاد الحلبية و أعمال ذلك الملك الصالح عماد الدين إسماعيل بن الناصر بن المنصور ، و قضاته بالديار المصرية و الشامية هم المذكورون أيضا .و في يوم الجمعة سادس عشر محرم كملت عمارة الجامع الذي بالمزة الفوقانية الذي جدده و أنشأه الامير بهاء الدين المرجاني ، الذي بني والده مسجد الخيف بمنى و هو جامع حسن متسع فيه روح و انشراح ، تقبل الله من بانية ، و عقدت فيه الجمعة بجمع كثير وجم غفير من أهل المزة ، و من حضر من أهل البلد ، و كنت أنا الخطيب - يعني الشيخ عماد الدين المصنف تغمده الله برحمته - و لله الحمد و المنة .و وقع كلام و بحث في اشتراط المحلل في المسابقة ، و كان سببه أن الشيخ شمس الدين بن قيم الجوزية صنف فيه مصنفا من قبل ذلك ، و نصر فيه ما ذهب إليه الشيخ تقي الدين بن تيمية في ذلك ، ثم صار يفتي به جماعة من الترك و لا يعزروه إلى الشيخ تقي الدين بن تيمية ، فاعتقد من اعتقد أنه قوله و هو مخالف للائمة الاربعة ، فحصل عليه إنكار في ذلك ، و طلبه القاضي الشافعي ، و حصل كلام في ذلك ، و انفصل الحال على أن أظهر الشيخ شمس الدين بن قيم الجوزية الموافقة للجمهور .وفاة الملك الصالح إسماعيل في يوم الاربعاء ثالث شهر ربيع الآخر ( 1 ) من هذه السنة أظهر موت السلطان الملك الصالح