بدایة والنهایة جلد 14
لطفا منتظر باشید ...
هذه البقعة جامعا بقدر جامع تنكز ، فاشتوروا هنالك ، ثم انفصل الحال على أن يعمل ، و الله ولي التوفيق .و في يوم الخميس ثالث ذي القعدة صلي على الشيخ زين الدين عبد الرحمن بن تيمية ، أخو الشيخ تقي الدين رحمهما الله .و في يوم السبت ثاني عشره توفي الشيخ علي القطناني بقطنا ، و كان قد اشتهر أمره في هذه السنين ، و اتبعه جماعة من الفلاحين و الشباب المنتمين إلى طريقة أحمد ابن الرفاعي ، و عظم أمره و سار ذكره ، و قصده الاكابر للزيارة مرات ، و كان يقيم السماعات على عادة أمثاله ، و له أصحاب يظهرون إشارة باطلة ، و أحوالا مفتعلة ، و هذا مما كان ينقم عليه بسببه ، فإنه إن لم يكن يعلم بحالهم فجاهل ، و إن كان يقرهم على ذلك فهو مثلهم ، و الله سبحانه و تعالى أعلم .و في أواخر هذا الشهر - أعني ذي الحجة من العيد و ما بعده - اهتم ملك الامراء في بناء الجامع الذي بناه تحت القلعة و كان تل المستقين ، و هدم ما كان هناك من أبنية ، و عملت العجل و أخذت أحجار كثيرة من إرجاء البلد ، و أكثر ما أخذت الاحجار من الرحبة التي للمصريين ، من تحت المأذنة التي في رأس عقبة الكتاب ، و تيسر منها أحجار كثيرة ، و الاحجار أيضا من جبل قاسيون و حمل على الجمال و غيرها ، و كان سلخ هذه السنة - أعني سنة سبع و أربعين و سبعمأة - قد بلغت غرارة القمح إلى مائتين ( 1 ) فما دونها ، و ربما بيعت بأكثر من ذلك ، فإنا لله و إنا إليه راجعون .ثم دخلت سنة ثمان و أربعين و سبعمأة استهلت هذه السنة و سلطان البلاد المصرية و الشامية و الحرمين و غير ذلك الملك المظفر أمير حاجي بن الملك الناصر محمد بن قلاوون ، و نائبه بالديار المصرية الامير سيف الدين أرقطيه ، و قضاة مصر هم الذين كانوا في الماضية بأعيانهم ، و نائبه بالشام المحروسة سيف الدين يلبغا الناصري ، و قضاة الشام هم المذكورون في التي قبلها بأعيانهم ، أن القاضي عماد الدين الحنفي نزل لولده قاضي القضاة نجم الدين ، فباشر في حياة أبيه ، و حاجب الحجاب فخر الدين إياس .و استهلت هذه السنة و نائب السلطنة في همة عالية في عمارة الجامع الذي قد شرع في بنائه غربي سوق الخيل ، بالمكان الذي كان يعرف بالتل المستقين .و في ثالث المحرم توفي قاضي القضاة شرف الدين محمد بن أبي بكر الهمداني المالكي ، وصلي