بدایة والنهایة جلد 14
لطفا منتظر باشید ...
عليه بالجامع ، و دفن بتربته بميدان الحصا ، و تأسف الناس عليه لرياسته و ديانته و أخلاقه و إحسانه إلى كثير من الناس رحمه الله .و في يوم الاحد الرابع و العشرين من المحرم وصل تقليد قضأ المالكية للقاضي جمال الدين المسلاتي الذي كان نائبا للقاضي شرف الدين قبله ، و خلع عليه من آخر النهار .و في شهر ربيع الاول أخذوا لبناء الجامع المجدد بسوق الخيل ، أعمدة كثيرة من البلد ، فظاهر البلد يعلقون ما فوقه من البناء ثم يأخذونه و يقيمون بدله دعامة و أخذوا من درب الصيقل و أخذوا العمود الذي كان بسوق العلبيين الذي في تلك الدخلة على رأسه مثل الكرة فيها حديد ، و قد ذكر الحافظ ابن عساكر أنه كان فيه طلسم لعسر بول الحيوان إذا داروا بالدابة ينحل أراقيها ، فلما كان يوم الاحد السابع و العشرين من ربيع الاول من هذه السنة قلعوه من موضعه بعد ما كان له في هذا الموضع نحوا من أربعة آلاف سنة و الله أعلم .و قد رأيته في هذا اليوم و هو ممدود في سوق العلبيين على الاخشاب ليجروه إلى الجامع المذكور من السوق الكبير ، و يخرجوا به من باب الجابية الكبير فلا إله إلا الله .و في أواخر شهر ربيع الآخر ارتفع بناء الجامع الذي أنشأه النائب و جفت العين التي كانت تحت جداره حين أسسوه و لله الحمد .و في سلخ ربيع الآخر وردت الاخبار من الديار المصرية بمسك ( 1 ) جماعة من الاعيان الامراء كالحجازي و آقسنقر الناصري ، و من لف لهما ، فتحرك الجند بالشام و وقعت خبطة ، ثم استهل شهر جمادى الاولى و الجند في حركة شديدة ، و نائب السلطنة يستدعي الامراء إلى دار السعادة بسبب ما وقع بالديار المصرية ، و تعاهد هؤلاء على أن لا يؤذي أحد ، و أن يكونوا يدا واحدة ، و في هذا اليوم تحول ملك الامراء من دار السعادة إلى القصر الابلق و احترز لنفسه ، و كذلك حاشيته .و في يوم الاربعاء الرابع عشر منه قدم أمير من الديار المصرية على البريد و معه كتاب من السلطان فيه التصريح بعزل ملك الامراء يلبغا نائب الشام ، فقرئ عليه بحضرة الامراء بالقصر الابلق ، فتغمم لذلك و ساءه ، و فيه طلبه إلى الديار المصرية على البريد ليولى نيابة الديار المصرية ،