بدایة والنهایة جلد 14

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

بدایة والنهایة - جلد 14

ابن کثیر دمشقی؛ محقق: علی شیری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

إلى العسكر الواصل من حماة فاجتمع بهم في القطيعة فأعلمهم بما تحالف عليه الامراء و الناس من لقاء العدو ، فأجابوا إلى ذلك و حلفوا معهم ، و كان الشيخ تقي الدين بن تيمية يحلف للامراء و الناس إنكم في هذه الكرة منصورون ، فيقول له الامراء : قل إن شاء الله ، فيقول إن شاء الله تحقيقا لا تعليقا .

و كان يتأول في ذلك أشياء من كتاب الله منها قوله تعالى ( و من بغى عليه لينصرنه الله ) ] الحج : 60 [ .و قد تكلم الناس في كيفية قتال هؤلاء التتر من أي قبيل هو ، فإنهم يظهرون الاسلام و ليسوا بغاة على الامام ، فإنهم لم يكونوا في طاعته في وقت ثم خالفوه .

فقال الشيخ تقي الدين : هؤلاء من جنس الخوارج الذين خرجوا على علي و معاوية ، و رأوا أنهم أحق بالامر منهما ، و هؤلاء يزعمون أنهم أحق بإقامة الحق من المسلمين ، و يعيبون على المسلمين ما هم متلبسون به من المعاصي و الظلم ، و هم متلبسون بما هو أعظم منه بأضعاف مضاعفة ، فتفطن العلماء و الناس لذلك ، و كان يقول للناس : إذا رأيتموني من ذلك الجانب و على رأسي مصحف فاقتلوني ، فتشجع الناس في قتال التتار و قويت قلوبهم و نياتهم و لله الحمد .و لما كان يوم الرابع و العشرين من شعبان خرجت العساكر الشامية فخيمت على الجسورة من ناحية الكسوة ، و معهم القضاة ، فصار الناس فيهم فريقين فريق يقولون إنما ساروا ليختاروا موضعا للقتال فإن المرج فيه مياه كثيرة فلا يستطيعون معها القتال ، و قال فريق : إنما ساروا لتلك الجهة ليهربوا و ليلحقوا بالسلطان .

فلما كانت ليلة الخميس ساروا إلى ناحية الكسوة فقويت ظنون الناس في هربهم ، و قد وصلت التتار إلى قارة ، و قيل إنهم وصلوا إلى القطيعة ( 1 ) ، فانزعج الناس لذلك شديدا و لم يبق حول القرى و الحواضر أحد ، و امتلات القلعة و البلد و ازدحمت المنازل و الطرقات ، و اضطرب الناس و خرج الشيخ تقي الدين بن تيمية صبيحة يوم الخميس من الشهر المذكور من باب النصر بمشقة كبيرة ، و صحبته جماعة ليشهد القتال بنفسه و من معه ، فظنوا إنما خرج هاربا فحصل اللوم من بعض الناس و قالوا أنت منعتنا من الجفل و ها أنت هارب من البلد ؟ فلم يرد عليهم و بقي البلد ليس فيه حاكم ، و جلس اللصوص و الحرافيش فيه و في بساتين الناس يخربون و ينتهبون ما قدروا عليه ، و يقطعون المشمش قبل أوانه و الباقلاء و القمح و سائر الخضراوات ، و حيل بين الناس و بين خبر الجيش ، و انقطعت الطرق إلى الكسوة و ظهرت الوحشة على البلد و الحواضر ، و ليس للناس شغل الصعود إلى المآذن ينظرون يمينا و شمالا ، و إلى ناحية الكسوة فتارة يقولون : رأينا غبرة فيخافون أن تكون من التتر ، و يتعجبون من الجيش مع كثرتهم وجودة عدتهم و عددهم ، أين ذهبوا ؟ فلا يدرون ما فعل الله بهم ، فانقطعت الآمال و ألح الناس في الدعاء و الابتهال و في الصلوات و في كل حال ، و ذلك يوم الخميس التاسع و العشرين من

1 - في مختصر أبي الفداء 4 / 48 : القطيفة .

/ 367