بدایة والنهایة جلد 14
لطفا منتظر باشید ...
كتب الحجاج و هم أخبروا بذلك .و اشتهر في أواخر ذي الحجة أن نائب حلب الامير سيف الدين أرغون الكاملي قد خرج عنها بمماليكه و أصحابه فرام الجيش الحلبي رده فلم يستطيعوا ذلك ، و جرح منهم جراحات كثيرة ، و قتل جماعة فإنا لله و إنا إليه راجعون ، و استمر ذاهبا و كان في أمله فيما ذكر أن يتلقى سيف الدين يلبغا ( 1 ) في أثناء طريق الحجاز فيتقدم معه إلى دمشق ، و إن كان نائب دمشق قد اشتغل في حصار صفد أن يهجم عليها بغتة فيأخذها ، فلما سار بمن معه و أخذته القطاع من كل جانب و نهبت حواصله و بقي تجريده في نفر يسير من مماليكه ، فاجتاز بحماة ليهربه نائبها فأبى عليه ، فلما اجتاز بحمص وطن نفسه على المسير إلى السلطان بنفسه ، فقدم به نائب حمص و تلقاه بعض الحجاب و بعض مقدمي ( 2 ) الالوف و دخل يوم الجمعة بعد الصلاة سابع عشرين الشهر ، و هو في أبهة ، فنزل بدار السعادة في بعض قاعات الدويدارية انتهى .ثم دخلت سنة اثنتين و خمسين و سبعمأة استهلت هذه السنة و سلطان البلاد الشامية و الديار المصرية و الحرمين الشريفين و ما يلحق بذلك من الاقاليم و البلدان ، الملك الناصر حسن بن السلطان الملك محمد بن السلطان الملك المنصور قلاوون الصالحي ، و نائبه بالديار المصرية يلبغا ( 1 ) الملقب بحارس الطير ، و هو عوضا عن الامير سيف الدين يلبغا ( 1 ) أروش الذي راح إلى بلاد الحجاز ، و معه جماعة من الامراء بقصد الحج الشريف ، فعزله السلطان في غيبته و أمسك على شيخون و اعتقله و أخذ منجك الوزير ، و هو أستاذ دار و مقدم ألف ، و اصطفى أمواله ، و اعتاض عنه و ولى مكانه في الوزارة القاضي علم الدين بن زينور ( 3 ) ، و استرجع إلى وظيفة الدويدارية الامير سيف الدين طسبغا الناصري ، و كان أميرا بالشام مقيما منذ عزل إلى أن أعيد في أواخر السنة كما تقدم .و أما كاتب السر بمصر و قضاتها فهم المذكورون في التي قبلها .و استهلت هذه السنة و نائب صفد قد حصن القلعة وأعد فيها عدتها و ما ينبغي لها من الاطعمات و الذخائر و العدد و الرجال ، و قد نابذ المملكة و حارب ، و قد قصدته العساكر من كل جانب من الديار المصرية و دمشق و طرابلس و غيرها ، و الاخبار قد ضمنت عن يلبغا ( 1 ) و من معه ببلاد الحجاز ما يكون من أمره ، و نائب دمشق في احتراز و خوف من أن يأتي إلى بلاد الشام فيدهمها بمن معه ، و القلوب وجلة من ذلك ، فإنا لله و إنا إليه راجعون .و فيها ورد الخبر أن صاحب اليمن