بدایة والنهایة جلد 14
لطفا منتظر باشید ...
فحلفوا و اتفقوا على السمع و الطاعة و الاستمرار على ذلك .و في ليلة الاربعاء سابع عشر رجب جاءت الجبلية الذين جمعوهم من البقاع لاجل حفظ ثنية العقاب من قدوم العساكر الحلبية ، و من معهم من أهل طرابلس و حماة ، و كان هؤلاء الجبلية قريبا من أربعة آلاف ، فحصل بسببهم ضرر كثير على أهل برزة و ما جاورهم من الثمار و غيرها .و في يوم السبت و العشرين منه ركب نائب السلطنة سيف الدين أرغون و معه الجيوش الدمشقية قاصدين ناحية الكسوه ليلا يقاتلون المسلمين و لم يبق في البلد من الجند أحد ، و أصبح الناس و ليس لهم نائب و لا عسكر ، و خلت الديار منهم ، و نائب الغيبة الامير سيف الدين الجي بغا العادلي ، و انتقل الناس من البساتين و من طرف العقيبة و غيرها إلى المدينة ، و أكثر الامراء نقلت حواصلهم و أهاليهم إلى القلعة المنصورة ، فإنا لله و إنا إليه راجعون .و لما إقترب دخول الامير بيبغا بمن معه انزعج الناس و انتقل أهل القرى الذين في طريقه ، و سرى ذلك إلى أطراف الصالحية و البساتين و حواضر البلد ، و غلقت أبواب البلد إلى ما يلي القلعة ، كباب النصر و باب الفرج ، و كذا باب الفراديس ، و خلت أكثر المحال من أهاليهم ، و نقلوا حوائجهم و حواصلهم و أنعامهم إلى البلد على الدواب و الحمالين ، و بلغهم أن أطراف الجيش انتهبوا ما في القرايا في طريقهم من الشعير و التبن و بعض الانعام للاكل .و ربما وقع الفساد هذا من بعض الجهلة ، فخاف الناس كثيرا و تشوشت خواطرهم انتهى .دخول بيبغا أروش إلى دمشق و لما كان يوم الاربعاء ( 1 ) الرابع و العشرين من رجب دخل الامير سيف الدين بيبغا أروش نائب حلب إلى دمشق المحروسة بمن معه من العساكر الحلبية و غيرهم و في صحبته نائب طرابلس الامير سيف الدين بكلمش ، و نائب حماة الامير شهاب الدين أحمد ، و نائب صفد الامير علاء الدين طيبغا ، ملقب برتاق ، و كان قد توجه قبله ، قيل بيوم ، و معه نواب قلاع كثيرة من بلاد حلب و غيرها ، في عدد كثير من الاتراك و التركمان ، فوقف في سوق الخيل مكان نواب السلطان تحت القلعة ، و استعرض الجيوش الذين وفدوا معه هنالك ، فدخلوا في تجمل كثير ، ملبسين ، و كان عدة من كان معه من أمراء الطبلخانات قريبا من ستين أميرا أو يزيدون أو ينقصون ، على ما استفاض عن واحد ممن شاهد ذلك ، ثم سار قريبا من الزوال للمخيم الذي ضرب له قبل مسجد القدم عند قبة يلبغا ، عند الجدول الذي هنالك ، و كان يوما مشهودا هائلا ، لما عاين الناس من كثرة الجيوش و العدد ، و عذر كثير من الناس صاحب دمشق في ذهابه بمن معه لئلا يقابل هؤلاء .فنسأل الله أن يجمع قلوبهم على ما فيه صلاح المسلمين .و قد أرسل إلى نائب القلعة و هو