بدایة والنهایة جلد 14
لطفا منتظر باشید ...
الرحبة ، و له من العمر ست و ستون سنة ، و كان مدة مقامه بالقدس مدرسا بالمدرسة الصلاحية و شيخا بدار الحديث السكرية ثلاثين سنة ، و قد صنف و ألف و جمع و خرج ، و كانت له يد طولي بمعرفة العالي و النازل ، و تخريج الاجزاء و الفوائد ، و له مشاركة قوية في الفقة و اللغة و العربية و الادب و في كتابته ضعف لكن مع صحة و ضبط لما يشكل ، و له عدة مصنفات ، و بلغني أنه وقفها على الخانقاه السمساطية بدمشق ، و قد ولي بعده التدريس بالصرخصية الخطيب برهان الدين بن جماعة و النظر بها ، و كان معه تفويض منه متقدم التاريخ .و في يوم الخميس السادس من محرم احتيط على متولي البر ابن بها در الشيرجي و رسم عليه بالعذراوية بسبب أنه اتهم بأخذ مطلب من نعمان البلقاء هو و كحلن الحاجب ، و قاضي حسان ، و الظاهر أن هذه مرافعة من خصم عدو لهم ، و أنه لم يكن من هذا شيء ء و الله أعلم .ثم ظهر على رجل يزور المراسيم الشريفة و أخذ بسببه مدرس الصارمية لانه كان عنده في المدرسة المذكرة ، و ضرب بين يدي ملك الامراء ، و كذلك على الشيخ زين الدين زيد المغربي الشافعي ، و ذكر عنه أنه يطلب مرسوما لمدرسة الا كرية ، و ضرب أيضا و رسم عليه في حبس السد ، و كذلك حبس الامير شهاب الدين الذي كان متولي البلد ، لانه كان قد كتب له مرسوما شريفا بالولاية ، فلما فهم ذلك كاتب السر إطلع عليه نائب السلطنة فانفتح عليه الباب و حبسوا كلهم بالسد ، و جاءت كتب ؟ الحجاج ليلة السبت الخامس عشر من المحرم و أخبرت بالخصب و الرخص و الامن و لله الحمد و المنة .و دخل المحمل بعد المغرب ليلة السبت الحادي و العشرين منه ، ثم دخل الحجيج بعده في الطين و الرمض ( 1 ) و قد لقوا من ذلك من بلاد حوران عناء و شدة ، و وقعت جمالات كثيرة و سبيت نساء كثيرة ، فإنا لله و إنا إليه راجعون ، و حصل للناس تعب شديد .و لما كان يوم الاثنين الرابع و العشرين قطعت يد الذي زور المراسيم و اسمه السراج عمر القفطي المصري ، و هو شاب كاتب مطيق على ما ذكر ، و حمل في قفص على جمل و هو مقطوع اليد ، و لم يحسم بعد و الدم ينصب منها ، و أركب معه الشيخ زين الدين زيد على جمل و هو منكوس وجهه إلى ناحية دبر الجمل ، و هو عريان مكشوف الرأس ، و كذلك البدر الخصمي على جمل آخر ، و أركب الوالي شهاب الدين على جمل آخر و على تخفيفة صغيرة ، و خف و قباء ، و طيف بهم في محال البلد ، و نودي عليهم : هذا جزاء من يزور على السلطان ، ثم أودعوا حبس الباب الصغير و كانوا قبل هذا التعزير في حبس السد ، و منه أخذوا و أشهروا ، فإنا لله و إنا إليه راجعون انتهى .