بدایة والنهایة جلد 14
لطفا منتظر باشید ...
فضربت عنقه أيضا في هذا اليوم في سوق الخيل و لله الحمد و المنة .و في ثالث عشر شوال خرج المحمل السلطاني و أميره الامير ناصر الدين بن قراسنقر و قاضي الحجيج الشيخ شمس الدين محمد بن سند المحدث ، أحد المفتيين .و في أواخر شهر شوال أخذ رجل يقال له حسن ، كان خياطا بمحلة الشاغور ، و من شأنه أن ينتصر لفرعون لعنه الله ، و يزعم أنه مات على الاسلام و يحتج بأنه في سورة يونس حين أدركه الغرق قال ( آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل و أنا من المسلمين ) ] يونس : 90 [ و لا يفهم معنى قوله ( الآن و قد عصيت قبل و كنت من المفسدين ) ] يونس : 91 [ و لا معنى قوله ( فأخذه الله نكال الآخرة و الاولى ) ] النازعات : 25 [ و لا معنى قوله ( فأخذناه أخذا وبيلا ) ] المزمل : 16 [ إلى ذلك من الآيات و الاحاديث الكثيرة الدالة على أن فرعون أكفر الكافرين كما هو مجمع عليه بين اليهود و النصارى و المسلمين .و في صبيحة يوم الجمعة سادس القعدة قدم البريد بطلب نائب السلطنة إلى الديار المصرية في تكريم و تعظيم ، على عادة تنكز ، فتوجه النائب إلى الديار المصرية و قد استصحب معه تحفا سنية و هدايا معظمة تصلح للايوان الشريف .في صبيحة السبت رابع عشره ، خرج و معه القضاة و الاعيان من الحجبة و الامراء لتوديعه .و في أوائل ذي الحجة ورد كتاب من نائب السلطنة بخطه إلى قاضي القضاة تاج الدين الشافعي يستدعيه إلى القدس الشريف ، و زيارة قبر الخليل ، و يذكر فيه ما عامله به السلطان من الاحسان و الاكرام و الاحترام و الاطلاق و الانعام من الخيل و التحف و المال و الغلات فتوجه نحوه قاضي القضاة يوم الجمعة بعد الصلاة رابعه على ستة من خيل البريد ، و معه تحف و ما يناسب من الهدايا ، و عاد عشية يوم الجمعة ثامن عشره إلى بستانه .و وقع في هذا الشهر و الذي قبله سيول كثيرة جدا في أماكن متعددة ، من ذلك ما شاهدنا آثاره في مدينة بعلبك ، أتلف شيئا كثيرا من الاشجار ، و اخترق أماكن كثيرة متعددة عندهم ، و بقي آثار سيحه على أماكن كثيرة ، و من ذلك سيل وقع بأرض جعلوص أتلف شيئا كثيرا جدا ، و غرق فيه قاضي تلك الناحية ، و معه بعض الاخيار ، كانوا وقوفا على أكمة فدهمهم أمر عظيم ، و لم يستطيعوا دفعه و لا منعه ، فهلكوا .و من ذلك سيل وقع بناحية حسة جمال فهلك به شيء كثير من الاشجار و الاغنام و الاعناب و غيرها .و من ذلك سيل بأرض حلب هلك به خلق كثير من التركمان و غيرهم ، رجالا و نساء و أطفالا و غنما وابلا .قرأته من كتاب من شاهد ذلك عيانا ، و ذكر أنه سقط عليهم برد وزنت الواحدة منه فبلغت زنتها سبعمأة درهم و فيه ما هو أكبر من ذلك و أصغر ، انتهى .