بدایة والنهایة جلد 14
لطفا منتظر باشید ...
و الخطيب و بقية الاشراف و ناظر الجيش ( 1 ) و المحتسب ( 2 ) هم المذكورون في العام الماضي ، و الوزير ابن قروينة ( 3 ) ، و كاتب السر القاضي أمين الدين بن القلانسي ، و وكيل بيت المال القاضي صلاح الدين الصفدي و هو أحد موقعي الدست ( 4 ) الاربعة .و شاد الاوقاف الامير ناصر الدين بن فضل الله ، و حاجب الحجاب اليوسفي ، و قد توجه إلى الديار المصرية ليكون بها أمير جنهار ( 5 ) ، و متولي البلد ناصر الدين ، و نقيب النقباء ابن الشجاعي .و في صبيحة يوم الاثنين سادس المحرم قدم الامير على نائب حماة منها فدخل دمشق مجتازا إلى الديار المصرية فنزل في القصر الابلق ثم تحول إلى دار دويداره يلبغا الذي جدد فيها مساكن كثيرة بالقصاعين .و تردد الناس إليه للسلام عليه ، فأقام بها إلى صبيحة يوم الخميس تاسعه ، فسار إلى الديار المصرية .و في يوم الاحد تاسع عشر المحرم أحضر حسن بن الخياط من محلة الشاغور إلى مجلس الحكم المالكي من السجن ، و ناظر في إيمان فرعون و ادعي عليه بدعاوى لانتصاره لفرعون لعنه الله ، و صدق ذلك باعترافه أولا ثم بمناظرته في ذلك ثانيا و ثالثا ، و هو شيخ كبير جاهل عامي ذا نص لا يقيم دليلا و لا يحسنه ، و إنما قام في مخيلته شبهة يحتج عليها بقوله إخبارا عن فرعون حين أدركه الغرق ، و أحيط به ورأى بأس الله ، و عاين عذابه الاليم ، فقال حين الغرق إذا ( آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل و أنا من المسلمين ) ] يونس : 90 [ قال الله تعالى ( الآن و قد عصيت قبل و كنت من المفسدين فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية ) ] يونس : 91 [ فاعتقد هذا العامي أن هذا الايمان الذي صدر من فرعون و الحالة هذه ينفعه ، و قد قال تعالى ( فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده و كفرنا بما كنا به مشركين فلم يك ينفعهم إيمانهم بما رأوا بأسنا سنة الله التي قد