بدایة والنهایة جلد 14
لطفا منتظر باشید ...
برهان الدين ] إبراهيم [ ( 1 ) ابن قاضي القضاة علم الدين الاخنائي الشافعي أبوه قاضيا مكان أخيه ، و قد كان على الحسبة بمصر مشكور السيرة فيها ، و أضيف إليه نظر الخزانة كما كان أخوه .و في صبيحة يوم الاحد رابع شهر ربيع الاول كان ابتداء حضور قاضي القضاة تاج الدين أبو نصر عبد الوهاب بن قاضي القضاة تقي الدين بن الحسن بن عبد الكافي السبكي الشافعي تدريس الامينية عوضا عن الشيخ علاء الدين المحتسب ، بحكم وفاته رحمه الله كما ذكرنا ، و حضر عنده خلق من العلماء و الامراء و الفقهاء و العامة ، و كان درسا حافلا ، أخذ في قوله تعالى ( أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله ) ] النساء : 54 [ الآية و ما بعدها ، فاستنبط أشياء حسنة ، و ذكر ضربا من العلوم بعبارة طلقة جارية معسولة ، أخذ ذلك من تلعثم و لا تلجلج و لا تكلف فأجاد و أفاد ، و شكره الخاصة و العامة من الحاضرين و غيرهم حتى قال بعض الاكابر : إنه لم يسمع درسا مثله .و في يوم الاثنين الخامس و العشرين منه توفى الصدر برهان الدين بن لؤلؤ الحوضي ، في داره بالقصاعين و لم يمرض إلا يوما واحدا ، وصلي عليه من الغد بجامع دمشق بعد صلاة الظهر ، و خرجوا به من باب النصر ، فخرج نائب السلطنة الامير علي فصلى عليه إماما خارج باب النصر ، ثم ذهبوا به فدفنوه بمقابرهم بباب الصغير ، فدفن عند أبيه رحمه الله ، و كان رحمه الله فيه مروءة و قيام مع الناس ، و له وجاهة عند الدولة و قبول عند نواب السلطنة و غيرهم ، و يحب العلماء و أهل الخير ، و يواظب على سماع مواعيد الحديث و الخير ، و كان له مال و ثروة و معروف ، قارب الثمانين رحمه الله .و جاء البريد من الديار المصرية فأخبر بموت الشيخ شمس الدين محمد بن النقاش المصري بها ، و كان واعظا باهرا ، و فصيحا ماهرا ، و نحو يا شاعرا ، له يد طولي في فنون متعددة ، و قدرة على نسج الكلام ، و دخول على الدولة و تحصيل الاموال ، و هو من أبناء الاربعين رحمه الله .و أخبر البريد بولاية قاضي القضاة شرف الدين المالكي البغدادي ( 2 ) ، الذي كان قاضيا بالشام للمالكية ، ثم عزل بنظر الخزانة بمصر ، فإنه رتب له معلوم وافر يكفيه و يفضل عنه ، ففرح بذلك من يحبه .و في يوم الاحد السابع عشر من ربيع الآخر توفي الرئيس أمين الدين محمد بن الصدر جمال الدين أحمد بن الرئيس شرف الدين محمد بن القلانسي ، أحد من بقي من رؤساء البلد و كبرائها ،