بدایة والنهایة جلد 14

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

بدایة والنهایة - جلد 14

ابن کثیر دمشقی؛ محقق: علی شیری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الزجاجي ، و عني بالنحو و العربية و اللغة ، و حفظ أشعار العرب حتى كان يقول الشعر الجيد الفائق الرائق في المدح و المراثي و قليل من الهجاء ، و قرر بمدارس بصري بمنزل الناقة شمالي البلد حيث يزار ، و هو المبرك المشهور عند الناس و الله أعلم بصحة ذلك ، ثم انتقل إلى خطابة القرية شرقي بصري و تمذهب للشافعي ، و أخذ عن النواوي و الشيخ تقي الدين الفزاري ، و كان يكرمه و يحترمه فيما أخبرني شيخنا العلامة ابن الزملكاني ، فأقام بها نحوا من ثنتي عشرة سنة ، ثم تحول إلى خطابة مجيدل القرية التي منها الوالدة ، فأقاما بها مدة طويلة في خير و كفاية و تلاوة كثيرة ، و كان يخطب جيدا ، و له مقول عند الناس ، و لكلامه وقع لديانته و فصاحته و حلاوته ، و كان يؤثر الاقامة في البلاد لما يرى فيها من الرفق و وجود الحلال له و لعياله ، و قد ولد له عدة أولاد من الوالدة و من أخرى قبلها ، أكبرهم إسماعيل ثم يونس و إدريس ، ثم من الوالدة عبد الوهاب و عبد العزيز و محمد و أخوات عدة ، ثم أنا أصغرهم ، و سميت بإسم الاخ إسماعيل لانه كان قد قدم دمشق فاشتغل بها بعد أن حفظ القرآن على والده و قرأ مقدمة في النحو ، و حفظ التنبيه و شرحه على العلامة تاج الدين الفزاري و حصل المنتخب في أصول الفقة ، قاله لي شيخنا ابن الزملكاني ، ثم إنه سقط من سطح الشامية البرانية فمكث أياما و مات ، فوجد الوالد عليه وجدا كثيرا ورثاه بأبيات كثيرة ، فلما ولدت له أنا بعد ذلك سماني باسمه ، فأكبر أولاده إسماعيل و آخرهم و أصغرهم إسماعيل ، فرحم الله من سلف و ختم بخير لمن بقي ، توفي والدي في شهر جمادى الاولى سنة ثلاث و سبعمأة ، في قرية مجيدل القرية ، و دفن بمقبرتها الشمالية عند الزيتون و كنت إذ ذاك صغيرا ابن ثلاث سنين أو نحوها لا أدركه إلا كالحلم ، ثم تحولنا من بعده في سنة سبع و سبعمأة إلى دمشق صحبة كمال الدين عبد الوهاب ، و قد كان لنا شقيقا ، و بنا رفيقا شفوقا ، و قد تأخرت وفاته إلى سنة خمسين ، فاشتغلت على يديه في العلم فيسر الله تعالى منه ما يسر ، و سهل منه ما تعسر و الله أعلم .و قد قال شيخنا الحافظ علم الدين البرزالي في معجمه فيما أخبرني عنه شمس الدين محمد بن سعد المقدسي مخرجه له ، و من خط المحدث شمس الدين بن سعد هذا نقلت ، و كذلك وقفت على خط الحافظ البرزالي مثله في السفينة الثانية من السفن الكبار : قال عمر بن كثير القرشي خطيب القرية و هي قرية من أعمال بصري رجل فاضل له نظم جيد و يحفظ كثيرا من اللغز و له همة و قوة .

كتبت عنه من شعره بحضور شيخنا تاج الدين الفزاري .

و توفي في جمادى الاولى سنة ثلاث و سبعمأة بمجيدل القرية من عمل بصري ، أنشدنا الخطيب شهاب الدين أبو حفص عمر بن كثير القرشي خطيب القرية بها لنفسه في منتصف شعبان من سنة سبع و ثمانين و ستمأة : نأى النوم عن جفني فبت مسهدا أخا كلف حلف الصبابة موجدا سمير الثريا والنجوم مد لها فمن ولهي خلت الكواكب ركدا طريحا على فرش الصبابة و الاسى فما ضركم لو كنتم لي عودا

/ 367