بدایة والنهایة جلد 14

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

بدایة والنهایة - جلد 14

ابن کثیر دمشقی؛ محقق: علی شیری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

و نصبوا هناك منبرا و خرج نائب السلطنة و جميع الناس من القضاة و العلماء و الفقراء ، و كان مشهدا هائلا و خطبة عظيمة بليغة ، فاستسقوا فلم يسقوا يومهم ذلك .

أول المجالس الثلاثة لشيخ الاسلام ابن تيمية و في يوم الاثنين ثامن رجب حضر القضاة و العلماء و فيهم الشيخ تقي الدين بن تيمية عند نائب السلطنة بالقصر و قرئت عقيدة الشيخ تقي الدين الواسطية ، و حصل بحث في أماكن منها ، و أخرت مواضع إلى المجلس الثاني ، فاجتمعوا يوم الجمعة بعد الصلاة ثاني عشر الشهر المذكور و حضر الشيخ صفي الدين الهندي ، و تكلم مع الشيخ تقي الدين كلاما كثيرا ، و لكن ساقيته لا طمت بحرا ، ثم اصطلحوا على أن يكون الشيخ كمال الدين بن الزملكاني هو الذي يحاققه من مسامحة ، فتناظرا في ذلك ، و شكر الناس من فضائل الشيخ كمال الدين بن الزملكاني وجودة ذهنه و حسن بحثه حيث قاوم ابن تيمية في البحث ، و تكلم معه ، ثم انفصل الحال على قبول العقيدة ، و عاد الشيخ إلى منزله معظما مكرما ، و بلغني أن العامة حملوا له الشمع من باب النصر إلى القصاعين على جاري عادتهم في أمثال هذه الاشياء ، و كان الحامل على هذه الاجتماعات كتاب ورد من السلطان في ذلك ، كان الباعث على إرساله قاضي المالكية ابن مخلوف ، و الشيخ نصر المنبجي شيخ الجاشنكير و غيرهما من أعدائه ، و ذلك أن الشيخ تقي الدين بن تيمية كان يتكلم في المنجبي و ينسبه إلى اعتقاد ابن عربي و كان للشيخ تقي الدين من الفقهاء جماعة يحسدونه لتقدمه عند الدولة ، و انفراده بالامر بالمعروف و النهي عن المنكر ، و طاعة الناس له و محبتهم له و كثرة أتباعه و قيامه في الحق ، و علمه و عمله ، ثم وقع بدمشق خبط كثير و تشويش بسبب غيبة نائب السلطنة ، و طلب القاضي جماعة من أصحاب الشيخ و عزر بعضهم ثم اتفق أن الشيخ جمال الدين المزي الحافظ قرأ فصلا بالرد على الجهمية من كتاب أفعال العباد للبخاري تحت قبة النسر بعد قراءة ميعاد البخاري بسبب الاستسقاء ، فغضب بعض الفقهاء الحاضرين و شكاه إلى قاضي الشافعي ابن صصرى ، و كان عدو الشيخ فسجن المزي ، فبلغ الشيخ تقي الدين فتألم لذلك و ذهب إلى السجن فأخرجه منه بنفسه ، و راح إلى القصر فوجد القاضي هنالك ، فتقاولا بسبب الشيخ جمال الدين المزي ، فحلف ابن صصرى لا بد أن يعيده إلى السجن و إلا عزل نفسه فأمر النائب بإعادته تطييبا لقلب القاضي فحبسه عنده في القوصية أياما ثم أطلقه .

و لما قدم نائب السلطنة ذكر له الشيخ تقي الدين ما جرى في حقه و حق أصحابه في غيبته ، فتألم النائب لذلك و نادى في البلد أن لا يتكلم أحد في العقائد ، و من عاد إلى تلك الحال ماله و دمه و رتبت داره و حانوته ، فسكنت الامور .

و قد رأيت فصلا من كلام الشيخ تقي الدين في كيفية ما وقع في هذه المجالس الثلاثة من المناظرات .

ثم عقد المجلس الثالث في يوم سابع شعبان بالقصر و اجتمع جماعة على الرضي بالعقيدة المذكورة و في هذا اليوم عزل ابن صصرى نفسه عن الحكم بسبب كلام سمعه من بعض الحاضرين

/ 367