بدایة والنهایة جلد 14

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

بدایة والنهایة - جلد 14

ابن کثیر دمشقی؛ محقق: علی شیری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الشيخ في الكلام ، و قال ما لا يستطيع أحد أن يقوم بمثله ، و لا بقريب منه ، و بالغ في التشنيع على من يوافق في ذلك .

و قال للسلطان : حاشاك أن يكون أول مجلس جلسته في أبهة الملك تنصر فيه أهل الذمة لاجل حطام الدنيا الفانية ، فاذكر نعمة الله عليك إذ رد ملكك إليك ، و كبت عدوك و نصرك على أعدائك فذكر أن الجاشنكير هو الذي جدد عليهم ذلك ، فقال : و الذي فعله الجاشنكير كان من مراسيمك لانه إنما كان نائبا لك ، فأعجب السلطان ذلك و استمر بهم على ذلك ، و جرت فصول يطول ذكرها .

و قد كان السلطان أعلم بالشيخ من جميع الحاضرين ، و دينه و زينته و قيامه بالحق و شجاعته ، و سمعت الشيخ تقي الدين يذكر ما كان بينه و بين السلطان من الكلام لما انفردا في ذلك الشباك الذي جالسا فيه ، و أن السلطان استفتى الشيخ في قتل بعض القضاة بسبب ما كانوا تكلموا فيه ، و أخرج له فتاوى بعضهم بعزله من الملك و مبايعة الجاشنكير ، و أنهم قاموا عليك و آذوك أنت أيضا ، و أخذ يحثه بذلك على أن يفتيه في قتل بعضهم ، و إنما كان حنقه عليهم بسبب ما كانوا سعوا فيه من عزله و مبايعة الجاشنكير ، ففهم الشيخ مراد السلطان فأخذ في تعظيم القضاة و العلماء ، و ينكر أن ينال أحدا منهم بسوء ، و قال له : إذا قتلت هؤلاء لا تجد بعدهم مثلهم ، فقال له إنهم قد آذوك و أرادوا قتلك مرارا ، فقال الشيخ من آذاني فهو في حل ، و من آذى الله و رسوله فالله ينتقم منه ، و أنا لا انتصر لنفسي ، و ما زال به حتى حلم عنهم السلطان و صفح .

قال و كان قاضي المالكية ابن مخلوف يقول : ما رأينا مثل ابن تيمية حرضنا عليه فلم نقدر عليه و قدر علينا فصفح عنا و حاجج عنا ، ثم إن الشيخ بعد اجتماعه بالسلطان نزل إلى القاهرة و عاد إلى بث العلم و نشره ، و أقبلت الخلق عليه و رحلوا إليه يشتغلون عليه و يستفتونه و يجيبهم بالكتابة و القول ، و جاء الفقهاء يعتذرون مما وقع منهم في حقه فقال : قد جعلت الكل في حل ، و بعث الشيخ كتابا إلى أهله يذكر ما هو فيه من نعم الله و خيره الكثير ، و يطلب منهم جملة من كتب العلم التي له و يستعينوا على ذلك بجمال الدين المزي ، فإنه يدري كيف يستخرج له ما يريده من الكتب التي أشار إليها ، و قال في هذا الكتاب : و الحق كل ماله في علو و ازدياد و انتصار ، و الباطل في انخفاض و سفول و اضحلال ، و قد أذل الله رقاب الخصوم ، و طلب أكابرهم من السلم ما يطول وصفه ، و قد اشترطنا عليهم من الشروط ما فيه عز الاسلام و السنة ، و ما فيه قمع الباطل و البدعة ، و قد دخلوا تحت ذلك كله و امتنعنا من قبول ذلك منهم ، حتى يظهر إلى الفعل ، فلم نثق لهم بقول و لا عهد ، و لم نجبهم إلى مطلوبهم حتى يصير المشروط معمولا ، و المذكور مفعولا ، و يظهر من عز الاسلام و السنة للخاصة و العامة ما يكون من الحسنات التي تمحو سيئاتهم ، و ذكر كلاما طويلا يتضمن ما جرى له مع السلطان في قمع اليهود و النصارى و ذلهم ، و تركهم على ما هم عليه من الذلة و الصغار و الله سبحانه أعلم .

/ 367