بدایة والنهایة جلد 14
لطفا منتظر باشید ...
و ادعى عليه بريع ذلك ، و رسم عليه بها ، ثم حكم قاضي القضاة تقي الدين الحنبلي بصحة هذا البيع و بنقض ما حكم به الدمشقي ، ثم نفذ بقية الحكام ما حكم به الحنبلي .و في هذا الشهر قرر على أهل دمشق ألف و خمسمأة فارس لكل فارس خمسمأة درهم ، و ضربت على الاملاك و الاوقاف ، فتألم الناس من ذلك تألما عظيما وسعى إلى الخطيب جلال الدين فسعى إلى القضاة و اجتمع الناس بكرة يوم الاثنين ثالث عشر الشهر و احتفلوا بالاجتماع و أخرجوا معهم المصحف العثماني و الاثر النبوي و السناجق الخليفية ، و وقفوا في الموكب فلما رآهم كراي تغيظ عليهم و شتم القاضي و الخطيب ، و ضرب مجد الدين التونسي و رسم عليهم ثم أطلقهم بضمان و كفالة ، فتألم الناس من ذلك كثيرا ، فلم يمهله الله إلا عشرة أيام فجاءه الامر فجأة فعزل و حبس ، ففرح الناس بذلك فرحا شديدا ، و يقال إن الشيخ تقي الدين بلغه ذلك الخبر عن أهل الشام فأخبر السلطان بذلك فبعث من فوره فمسكه شر مسكة ، وصفة مسكه أن تقدم الامير سيف الدين أرغون الدوادار فنزل في القصر ، فلما كان يوم الخميس الثالث و العشرين من جمادى الاولى خلع على الامير سيف الدين كراي خلعة سنية ، فلبسها و قبل العتبة ، و حضر الموكب و مد السماط ، فقيد بحضرة الامراء و حمل على البريد إلى الكرك بصحبة غرلو العادلي ، و بيبرس المجنون .و خرج عز الدين القلانسي من الترسيم من دار السعادة ، فصلى في الجامع الظهر ثم عاد إلى داره و قد أوقدت له الشموع و دعا له الناس ، ثم رجع إلى دار الحديث الاشرفية فجلس فيها نحوا من عشرين يوما ، حتى قدم الامير جمال الدين نائب الكرك .و في هذا الشهر مسك نائب صفت ( 1 ) الامير سيف الدين بكتمر أمير خزندار ، و عوض عنه بالكرك بيبرس الدوادار المنصوري ، و مسك نائب غزة ، و عوض عنه بالجاولي ، فاجتمع في حبس الكرك استدمر نائب حلب ، و بكتمر نائب مصر ( 2 ) ، و كراي نائب دمشق ، و الذي كان نائب صفت ( 1 ) ، و قلطتمز نائب غزة و بنخاص .و قدم جمال الدين آقوش المنصوري الذي كان نائب الكرك عن نيابة دمشق إليها في يوم الاربعاء رابع عشر ربيع الآخر ، و تلقاه الناس و أشعلت له الشموع ، و في صحبته الخطيري لتقريره في النيابة ، و قد بأشر نيابة الكرك من سنة تسعين و ستمأة إلى سنة تسع و سبعمأة و له بها آثار حسنة ، و خرج عز الدين القلانسي لتلقي النائب .و قرئ يوم الجمعة كتاب السلطان على السدة بحضرة النائب و القضاة و الاعيان ، و فيه الامر بالاحسان إلى الرعية و إطلاق البواقي التي كانت قد فرضت عليهم أيام كراي ، فكثرت الادعية للسلطان و فرح الناس .و في يوم الاثنين التاسع عشر خلع على الامير سيف الدين بهادراص بنيابة صفت ( 1 ) فقبل العتبة و سار إليها يوم الثلاثاء ، و فيه لبس الصدر بدر الدين بن أبي الفوارس خلعة نظر الدواوين