بدایة والنهایة جلد 14

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

بدایة والنهایة - جلد 14

ابن کثیر دمشقی؛ محقق: علی شیری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

أرغون نيابة مصر و عاد فخر الدين كاتب المماليك إلى وظيفته مع استمرار قطب الدين ابن شيخ السلامية مباشرا معه .و في هذا الشهر قام الشيخ محمد بن قوام و معه جماعة من الصالحين على ابن زهرة المغربي الذي كان يتكلم بالكلاسة و كتبوا عليه محضرا يتضمن استهانته بالمصحف ، و أنه يتكلم في أهل العلم ، فأحضر إلى دار العدل فاستسلم و حقن دمه و عزر تعزيرا بليغا عنيفا و طيف به في البلد باطنه و ظاهره ، و هو مكشوف الرأس و وجهه مقلوب و ظهره مضروب ، ينادى عليه هذا جزاء من يتكلم في العلم بغير معرفة ، ثم حبس و أطلق فهرب إلى القاهرة ، ثم عاد على البريد في شعبان و رجع إلى ما كان عليه .

و فيها قدم بهادراص من نيابة صفد إلى دمشق و هنأه الناس ، و فيها قدم كتاب من السلطان إلى دمشق أن لا يولي أحد بمال و لا برشوة فإن ذلك يفضي إلى ولاية من لا يستحق الولاية ، و إلى ولاية الاهل ، فقرأه ابن الزملكاني على السدة و بلغه عنه ابن حبيب المؤذن ، و كان سبب ذلك الشيخ تقي الدين بن تيمية رحمه الله .و في رجب و شعبان حصل للناس خوف بدمشق بسبب أن التتر قد تحركوا للمجئ إلى الشام ، فانزعج الناس من ذلك و خافوا ، و تحول كثير منهم إلى البلد ، و ازدحموا في الابواب ، و ذلك في شهر رمضان و كثرت الاراجيف بأنهم قد وصلوا إلى الرحبة ( 1 ) ، و كذلك جرى و اشتهر بأن ذلك بإشارة قراسنقر و ذويه فالله أعلم .

و في رمضان جاء كتاب السلطان أن من قتل لا يجني أحد عليه ، بل يتبع القاتل حتى يقتص منه بحكم الشرع الشريف ، فقرأه ابن الزملكاني على السدة بحضرة نائب السلطنة ابن تنكز و سببه ابن تيمية ، هو أمر بذلك و بالكتاب الاول قبله .

و في أول رمضان وصل التتر إلى الرحبة فحاصروها عشرين يوما ( 2 ) و قاتلهم نائبها الامير بدر الدين موسى الازدكشي خمسة أيام قتالا عظيما ، و منعهم منها فأشار رشيد الدولة بأن ينزلوا إلى خدمة السلطان خربندا و يهدوا له هدية و يطلبون منه العفو ، فنزل القاضي نجم الدين إسحاق و أهدوا له خمسة رؤوس خيل ، و عشرة أباليج سكر ، فقبل ذلك و رجع إلى بلاده ، و كانت بلاد حلب و حماه و حمص قد أجلوا منها و خرب أكثرها ثم رجعوا إليها لما تحققوا رجوع التتر عن الرحبة ، و طابت الاخبار و سكنت النفوس و دقت البشائر و تركت الائمة القنوت ، و خطب الخطيب يوم العيد و ذكر الناس بهذه النعمة .

و كان سبب رجوع التتر قلة العلف و علاء الاسعار و موت كثير منهم ، و أشار على سلطانهم بالرجوع الرشيد وجوبان .و في ثامن شوال دقت البشائر بدمشق بسبب خروج السلطان من مصر لاجل ملاقاة التتر .

1 - الرحبة : ( رحبة مالك بن طرحة ) : مدينة على شاطئ الفرات بين الرقة و بغداد ( تقويم البلدان ص 280 - معجم البلدان ) .

2 - في مختصر أبي الفداء 4 / 70 : نحو شهر ، و في تذكرة النبيه 2 / 45 : ثلاثة و عشرين يوما .

/ 367