بدایة والنهایة جلد 14
لطفا منتظر باشید ...
المنصوري .و ممن حج قاضي القضاة نجم الدين بن صصرى و ابن أخيه شرف الدين و كمال الدين بن الشيرازي و القاضي جلال الدين الحنفي و الشيخ شرف الدين بن تيمية و خلق .و في سادس هذا الشهر درس بالجاروضيه ( 1 ) القاضي جلال الدين محمد بن الشيخ كمال الدين الشريشي بعد وفاة الشيخ شرف الدين بن أبي سلام ، و حضر عنده الاعيان .و في التاسع عشر منه درس ابن الزملكانى بالعذراوية عوضا عن ابن سلام ، و فيه درس الشيخ شرف الدين بن تيمية بالحنبلية عن إذن أخيه له بذلك بعد وفاة أخيهما لامهما بدر الدين قاسم بن محمد بن خالد ، ثم سافر الشيخ شرف الدين إلى الحج ، و حضر الشيخ تقي الدين الدرس بنفسه ، و حضر عنده خلق كثير من الاعيان و غيرهم حتى عاد أخوه ، و بعد عوده أيضا ، و جاءت الاخبار بأنه قد أبطلت الخمور و الفواحش كلها من بلاد السواحل و طرابلس و غيرها ، و وضعت مكوس كثيرة عن الناس هنالك ، و بنيت بقرى النصيرية في كل قرية مسجد و لله الحمد و المنة .و في بكرة نهار الثلاثاء الثامن و العشرين من شوال وصل الشيخ الامام العلامة شيخ الكتاب شهاب الدين محمود بن سليمان الحلبي على البريد من مصر إلى دمشق متوليا كتابة السر بها ، عوضا عن شرف الدين عبد الوهاب بن فضل الله توفي إلى رحمة الله .و في ذي القعدة يوم الاحد درس بالصمصامية التي جددت للمالكية و قد وقف عليها صاحب شمس الدين غبريال درسا ، و درس بها فقهاء ، و عين تدريسها لنائب الحكم الفقية نور الدين علي بن عبد البصير المالكي ، و حضر عنده القضاة و الاعيان ، و ممن حضر عنده الشيخ تقي الدين بن تيمية ، و كان يعرفه من اسكندرية ، و فيه درس بالدخوارية الشيخ جمال الدين محمد بن الشيخ شهاب الدين أحمد الكحال ، و رتب في رياسة الطب عوضا عن أمين الدين سليمان الطبيب ، بمرسوم نائب السلطنة تنكز ، و اختاره لذلك .و اتفق أنه في هذا الشهر تجمع جماعة من التجار بماردين و انضاف إليهم خلق من الجفال من الغلا قاصدين بلاد الشام ، حتى إذا كانوا بمرحلتين من رأس العين لحقهم ستون فارسا من التتار فمالوا عليهم بالنشاب و قتلوهم عن آخرهم ، و لم يبق منهم سوى صبيانهم نحو سبعين صبيا ، فقالوا من يقتل هؤلاء ؟ فقال واحد منهم : أنا بشرط أن تنفلوني بمال من الغنيمة فقتلهم كلهم عن آخرهم ، و كان جملة من قتل من التجار ستمأة ، و من الجفلان ثلاثمائة من المسلمين ، فإنا لله و إنا إليه راجعون .و ردموا بهم خمس صهاريج هناك حتى امتلات بهم رحمهم الله ، و لم يسلم من الجميع سوى رجل واحد تركماني ، هرب و جاء إلى رأس العين فأخبر الناس بما رأى و شاهد من هذا الامر الفظيع المؤلم الوجيع ، فاجتهد متسلم ديار بكر سوياي في