جامع المقاصد فی شرح القواعد جلد 2
لطفا منتظر باشید ...
[ و ترك الاعراب في الاواخر ، و التأني في الاذان ، و الحدر في الاقامة ، ] قوله : ( و ترك الاعراب في الاواخر ، و التأني في الاذان ، و الحدر في لاقامة ) . أي : في فصول كل منهما ، لقول الصادق عليه السلام : " الاذان و الاقامة مجزومان " ، و في خبر : آخر " موقوفان " ( 1 ) . و يستحب التأنى في الاذان ، و الحدر في الاقامة ، لقول الباقر عليه السلام : " الاذان جزم بإفصاح الالف و الهاء ، و الاقامة حدر " ( 2 ) ، و المراد بالالف ألف الله التي قبل الهاء و هي التي لا تكتب ، و الهاء ما بعده في آخر الشهادتين . و يراعى مع الحدر في الاقامة ترك الاعراب و الوقوف على فصولها ، فيكره الاعراب فيها ، كما يكره في الاذان . و استحباب ترك الاعراب يقتضي استحباب ترك الروم ( 3 ) و الاشمام ( 4 ) و التضعيف ، فإن فيها شائبة الاعراب ، و لو أعرب لم يخل بالاعتداد بهما و إن ترك الافضل ، بل لو لحن فيهما لم يخل بذلك و إن كره . و لو كان اللحن مخلا بالمعني كما لو نصب لفظ رسول الله صلى الله عليه و آله مثلا ، فإنه يخرج عن كونه خبرا ، أو مد لفظة ( أكبر ) بحيث صار على صيغة أ كبار ، و هو : جمع كبر ، و هو الطبل ، ففي الاعتداد حينئذ تردد . و كذا لو أسقط الهاء من اسمه تعالى و اسم الصلاة ، و الحاء من الفلاح ، لما روي عن النبي صلى الله عليه و آله : " لا يؤذن لكم من يدغم الهاء " ، قلنا : و كيف يقول ؟ قال : يقول : " أشهد أن لا إله الا اللا " ( 5 ) ، اشهد أن محمدا رسول اللا " ( 6 )
1 - الفقية 1 : 184 حديث 874 . 2 - التهذيب 2 : 58 حديث 203 . 3 - قال الجوهري : و روم الحركة الذي ذكره سيبويه هي حركة مختلسة مختفاة لضرب من التخفيف و هي أكثر من الاشمام لانها تسمع ، الصحاح ( روم ) 5 : 1938 ، و انظر : القاموس ( روم ) 4 : 123 . 4 - قال الجوهري : و اشمام الحرف أن تشمه الضمة و الكسرة و هو أقل من روم الحركة لانه لا يسمع و انما يتبين بحركة الشفة و لا يعتد بها حركة لضعفها ، الصحاح ( شمم ) 5 : 1962 . 5 - تجدر الاشارة إلى أن النسخ الخطية و المصدر فيه اختلاف في رسم لفظ الجلالة ، و عليه إن كان السوأل عن كيفية إدغام الهاء فما أثبتناه هو الصحيح ، و ان كان عن كيفية القول الصحيح ف ( الله ) هو الصحيح . 6 - نقله ابن قدامة في المغني 1 : 479 عن الدار قطني في الافراد .